فجئنا جميعا إلى أصل حصن المسناة، فنمنا جميعا، و انتبهنا، و إذا نحن على الغري على جبل الخندق، فقال لي: أنت مضيق، و لك عيال، فامض إلى أبي طاهر الزراري، فسيخرج إليك من داره، و في يده الدم من الأضحية، فقل له: شابّ من صفته كذا و كذا يقول لك: أعط هذا الرجل صرّة الدنانير الّتي عند رجل السرير مدفونة.
قال: فلما دخلت الكوفة مضيت إليه، و قلت ما ذكر ليّ الشاب.
[و بعد ما اطلعت على أحوال هذا الشاب ازدادت محبته في قلبي يوما بعد يوم، و لم أعرف من يكون، إلا أن قال لي أخيرا أحدثك إن هذا الشاب الذي تتحدث عنه إنه الحجة بن الحسن 7، و من بعد ذلك اخترت مذهب أهل البيت :]. [2]
و روى نحو هذه الرواية أبو ذر أحمد بن محمّد بن أبي سورة، و هو أحمد بن محمّد بن الحسن بن عبيد اللّه التميمي، قال:
[ضعت ليلة في بر العرب، فإذا بي أرى شابا، فاتبعت أثره فمشيت أقداما فرأيت نفسي] [3] على مقابر مسجد السهلة، فقال: هو ذا منزلي.
ثمّ قال لي: تمرّ أنت إلى ابن الزراري عليّ بن يحيى فتقول له يعطيك المال بعلامة أنه كذا و كذا، و في موضع كذا و مغطّى بكذا.
فقلت: من أنت؟
قال: أنا محمّد بن الحسن.
ثم مشينا حتى انتهينا إلى النواويس في السحر، فجلس و حفر بيده فإذا الماء قد خرج، و توضأ ثم صلّى ثلاث عشرة ركعة.