و كان فيما أوصى ابنه: إن اهّلت إلى الوكالة فيكون قوتك من نصف ضيعتي المعروفة بـ (فرجيدة) ، و سائرها ملك لمولانا 7.
فلما كان يوم الأربعين و قد طلع الفجر مات القاسم، فوافاه عبد الرحمن يعدو في الأسواق حافيا حاسرا، و هو يصيح: (يا سيداه) ، فاستعظم الناس ذلك منه؛ فقال لهم: اسكتوا، فقد رأيت ما لم تروا.
و تشيّع، و رجع عمّا كان عليه.
فلما كان بعده مدّة يسيرة ورد كتاب على الحسن ابنه من صاحب الزمان يقول فيه: (ألهمك اللّه طاعته، و جنّبك معصيته) و هو الدعاء الذي دعا لك به أبوك. [1]
[حكاية ابن أبي سورة عن أبيه الزيدي]:
و من معجزاته 7 ما رواه ابن أبي سورة عن أبيه[أنه قال: كان أبي من مشايخ الزيدية في الكوفة، و قد اشتهر عنه في الخبر تشيّعه، فسألت يوما أبي عن سبب ترك الزيدية]. [2]
قال: كنت خرجت إلى قبر الحسين 7 أعرّف عنده، فلمّا كان وقت العشاء الآخرة صلّيت، و قمت فابتدأت أقرأ الحمد، و إذا شاب حسن الوجه عليه جبّة سيفيّة، فابتدأ أيضا قبلي، و ختم قبلي.
فلما كان الغداة خرجنا جميعا من باب الحائر، فلمّا صرنا إلى شاطئ الفرات قال لي الشاب: أنت تريد الكوفة، فامض.
فمضيت في طريق الفرات، و أخذ الشاب طريق البر.
قال أبو سورة: ثم أسفت على فراقه، فاتّبعته، فقال لي: تعال.