و من جملة أولئك العلماء الذين نقلوا مباشرة عنهما مؤلف هذا الكتاب، و العالم الجليل آقا مير محمّد صادق الخاتون آبادي: (المتولد سنة 1207، و المتوفّى ليلة 14 من شهر رجب سنة 1272 هـ ق) في كتابه الأربعون (كشف الحق) . [1]
و لذلك تعيّن على من يريد الحصول على الأثر المتبقي من هذا التراث أن يراجع هذه الكتب التي نقلت عنه مباشرة و بدون واسطة.
و من هذه النقطة بالذات تظهر أهميّة كتاب كفاية المهتدي حيث حفظ لنا كثيرا من روايات الشيخ الفضل بن شاذان.
ما هي أهميّة روايات كتابي إثبات الرجعة، و الغيبة للشيخ بن شاذان؟
و تظهر أهميّة روايات هذين الكتابين لأنّهما يتحدّثان عن تفاصيل كثيرة تتعلق بالإمام المهدي عجل اللّه تعالى فرجه الشريف لم يألفها الشيعة و لا غيرهم في عصر صدورها و روايتها، و لم يتعرّفوا عليها إلاّ بعد مدّة ليست بالقصيرة.
أما لماذا؟
و ذلك لأنّ الإمام المهدي لم يكن قد ولد آنذاك؛ فإنّه كان قد كتب كثيرا من روايات كتابيه هذين إما قبل ولادته 7، أو بعد ولادته و قبل وفاة الإمام العسكري 7 كروايته خبر ولادة الإمام المهدي 7، بمعنى: أنّه كان قد تحدّث عن الغيبة قبل حدوث الغيبة الصغرى؛ لأنّ وفاة الشيخ الفضل بن شاذان كانت قبل وفاة الإمام العسكري 7 و كان 7 قد ترحّم عليه، فهو قد توفّاه اللّه تعالى قبل حدوث الغيبة الصغرى.
و أما كيف استطاع أن يتحدّث عن كلّ تلك الأمور قبل وقوعها؟
فإنّه في الواقع لم يخبر من عنده شيئا، و إنما كلّ ما أخبر عنه إنّما كان
[1] إنّ هذا الإخفاء، أو الضياع يؤكد حقيقة مظلومية أهل البيت :، و يوضّح مدى قساوة و جلافة خصومهم.