اسم الکتاب : علامات المهدي المنتظر في خطب الامام علي و رسائله و احاديثه المؤلف : مهدي حمد الفتلاوي الجزء : 1 صفحة : 74
رأوا من غضب رسول الله 6 فخطب بهم قائلا:
فما بال أقوام يعيّروني بقرابتي، و قد سمعوني أقول فيهم ما أقول من تفضيل الله تعالى إيّاهم و ما اختصّهم به من إذهاب الرّجس عنهم و تطهير الله إيّاهم، و قد سمعوا ما قلته في فضل أهل بيتي و وصييّ و ما أكرمه الله به و خصّه و فضّله من سبقه إلى الإسلام، و بلائه فيه، و قرابته منّي، و أنّه منّي بمنزلة هارون من موسى، ثمّ يمرّ به فزعم أن مثلي في أهل بيتي كمثل نخلة نبتت في أصل حشّ؟
ألا إنّ الله خلق خلقه و فرّقهم فرقتين فجعلني في خير الفرقتين و فرّق الفرقة ثلاث شعب فجعلني في خيرها شعبا و خيرها قبيلة، ثمّ جعلها بيوتا، فجعلني في خيرها بيتا حتّى خلصت في أهل بيتي و عترتي و بني أبي أنا و أخي عليّ بن أبي طالب، نظر الله[سبحانه] إلى الأرض نظرة و اختارني منهم، ثمّ نظر نظرة فاختار عليا أخي و وزيري و وارثي و وصيي و خليفتي في أمّتي، و وليّ كلّ مؤمن بعدي، من والاه فقد والى الله، و من عاداه فقد عادى الله، و من أحبّه أحبّه الله، و من أبغضه أبغضه الله، لا يحبّه إلا كلّ مؤمن و لا يبغضه إلا كلّ كافر، هو زرّ الأرض بعدي و سكنها و هو كلمة التقوى، و العروة الوثقى يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اَللََّهِ بِأَفْوََاهِهِمْ وَ يَأْبَى اَللََّهُ إِلاََّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ[1] يريد أعداء الله أن يطفئوا نور أخي و يأبى الله إلا أن يتمّ نوره.
أيّها النّاس ليبلّغ مقالتي شاهدكم غائبكم، اللّهمّ اشهد عليهم، ثمّ إنّ الله نظر نظرة ثالثة فاختار أهل بيتي من بعدي و هم خيار أمّتي:
أحد عشر إماما بعد أخي واحدا بعد واحد، كلّما هلك واحد قام