فنلاحظ ان مضامين هذه الرّوايات تتحد مع روايات الشيعة ـ الآتي ذكرها ـ في الدلالة على ان مصحف الإمام علي 7 علاوة على أنّ سوره وآياته مرتبة كما أنزلها الوحي، فهو يشتمل على حقائق كثيرة من تبيين وتفسير للآيات الشريفة. فعلى هذا فإنَّ ما قاله ابن سيرين في شأن المصحف: "كتبه على تنزيله" ـ مع التنبه إلى اصطلاح "التنزيل" عند القدماء ـ كان بهذا المعنى أي إنَّ ذلك المصحف يشتمل على حقائق شرح وتفسير مراد الله عز وجل بحيث صار كنزاً عظيماً من العلم وهذا ما اكدته الرّوايات بقوله: "لو اصبت ذلك الكتاب لكان فيه علم" ولو كان التفاوت بين مصحف الإمام علي 7 وهذا المصحف الذي هو الآن في أيدينا هو الترتيب والتأليف في الآيات والسور فقط لما قال عنه ابن سيرين وآخرون: "لكان فيه علم كثير" وهذا ممّا لا شكَ فيه لأنّا إذا تنبَّهنا إلى عظمة شخصية الإمام علي 7 ومكانته من القرآن والنبىّ ـ فيما لو أمعنّا في مفاد حديث الثقلين وأنه عدل القرآن ـ لقطعنا بأنّ أمر تدوين القرآن الكريم لم يعرف علمه عند غير الإمام علي 7، ولو اجتمعت الإنس والجنّ على أن يؤلّفوه هذا التأليف لما استطاعوا.
ب: محتوى المصحف في مصادر الإمامية:
لقد ذكرت روايات الخاصّة أيضاً شيئاً عن مضمون هذا المصحف، ولأنّ هذا المصحف موجود لدى الأئمة الطاهرين وراثة عن أمير المؤمنين 7 فيجب ان نبحث هذه المسألة أكثر تفصيلا، لأنّ الدكتور القفاري ادّعى بأنّ هاتين الرّوايتين فيما يتعلق بهذا المصحف[2] وكلاهما تدلان على التّحريف اُولاهما عن
1 ـ مفاتيح الأسرار: ج 1، ص 125.
2 ـ اصول مذهب الشيعة: ص 261.
اسم الکتاب : سلامة القرآن من التحريف و تفنيد الإفتراءات المؤلف : الدكتور فتح الله المحمدي الجزء : 1 صفحة : 427