و منها: ما حدّد بالالتحاق بالناس بمنى [5]. هذه مجموع ما ظفرنا عليها من نصوص الباب.
أقول: لا يخفى انّ مقتضى الجمع بين نصوص الباب دلالة، هو الأخذ بالطائفة الأخيرة الدالة على تعيين التمتع للالتحاق بالناس بمنى، المستلزم لفوت اختياري مزدلفة، و حمل نفي التمتع في البقية على نفي الكمال، غير المنافي لتعيينه عليه.
و يؤيده الاستصحاب الجاري في تعيين التمتع عليه، و عدم جواز عدوله إلى غيره، لكن المشهور غير ملتزمين بهذا المقدار، و ذلك أيضا إنما يتم بناء على كون الغرض هو الالتحاق بمنى في عودهم من المشعر، لا في ذهابهم إلى عرفات، و إلّا يرجع إلى إثبات التمتع بتمكنه من اختياري الوقوف بعرفات، فيكون على وفق المشهور لا على خلافهم، حيث إنهم غير ملتزمين بجواز العدول حتى مع التمكن من درك اختياري الوقوفين.
و بهذه الجهة لا بد من رفع اليد عن ظهور ما دل على نفي التمتع بزوال الشمس يوم التروية، بحمله على نفي الكمال لا نفي التعيين. فلا يبقى في البين
[1] وسائل الشيعة 8: 212 باب 20 من أبواب أقسام الحج حديث 10.
[2] وسائل الشيعة 8: 213 باب 20 من أبواب أقسام الحج حديث 13.
[3] وسائل الشيعة 8: 212 باب 20 من أبواب أقسام الحج حديث 9.
[4] وسائل الشيعة 8: 213 باب 20 من أبواب أقسام الحج حديث 15.
[5] وسائل الشيعة 8: 213 باب 20 من أبواب أقسام الحج حديث 14.