إحصاء ما ورد في فضل صومهما [1]، بل شدة فضل صوم شعبان، و كثرة التحريض به أوهم أبا الخطاب وجوبه، فابتدعوا وجوبه، و صار ذلك داعيا لترك الأئمة : ذلك، اماتة لبدعتهم [2].
و منها: صوم أيام البيض في كل شهر، و في النص: «من صامها كأنه صام الدهر جميعا» [3]، و حكي: انّ رسول اللّٰه سن مكان أيام البيض خميس أول كل شهر، و أربعاء في وسطه، و خميسا في آخره» [4]. و لازمة وفاؤها بأجرها، فيكون طرفا للتخيير، لا أنه ناسخ له، كما توهمه في المدارك [5].
بل يمكن أن يكون ذلك من باب الوفاء بمثل أجرها لا بعينه، فلا ينافي تعيين كل منهما على المكلف، كما لا يخفى. فمرجع التخيير المذكور إلى اختيار المكلّف في تحصيل أيهما، عند إرادته تحصيل سنخ أجرهما لا شخصهما.
و منها: صوم كل خميس و كل جمعة، و في النص: «من صام يوم الجمعة صبرا و احتسابا اعطي ثواب صيام عشرة أيام» [6].
و في آخر: «كان النبي يصوم الاثنين و الخميس»، معللا بأن أعمال الناس تعرض فيهما [7].
و ظاهره كون فضيلة صوم الاثنين مثل يوم الخميس، كما انّ ظاهر الأول جواز الاقتصار بصوم الجمعة بلا صوم قبله أو بعده. فما في النص من النهي عنه