اسم الکتاب : رسالة في أن الوتر ثلاث ركعات المؤلف : السيد مهدي الروحاني الجزء : 1 صفحة : 16
الفقه على المذاهب، عن الشافعيّة: (إنّ الوتر سنّة مؤكّدة و إنّه آكد السنن، و أقلّه ركعة و أكثره إحدى عشرة).
و لا يخفى ما في النقلين من تخالف، فعلى ما في البداية: الوتر ركعة واحدة، و على ما في الفقه على المذاهب: أقلّه ركعة، و أنّه إذا أتى بأكثر فالمجموع وتر.
و فتوى الحنابلة في المسألة تشبه فتوى الشافعيّة من أنّ أقلّ الوتر ركعة، و أكثره إحدى عشرة، و له أن يوتر بثلاث و هو أقلّ الكمال، و بخمس و بسبع و بتسع و بإحدى عشرة، و الأفضل أن يسلّم في كلّ ركعتين و يوتر بواحدة، و له أن يصلّيهما بسلام واحد [1].
[1] الفقه على المذاهب الأربعة: ج 1 ص 331.
ثمّ إنّ في روايات العامّة ما يدلّ على ما يوافق الأئمة من آل البيت :، موضوعا[1]و حكما، فنذكرها، ثمّ نشير إلى محلّ الاستدلال، و هي ما رواه أبو يعلى الموصليّ في مسنده:
حدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا يعقوب، عن عيسى بن جارية، حدّثنا جابر بن عبد اللّه قال: جاء ابيّ بن كعب إلى رسول اللّه 6 فقال: يا رسول اللّه، إن كان منّي الليلة شيء- يعني- في رمضان، قال: و ما ذاك يا ابيّ؟ قال: نسوة في داري قلن: إنّا لا نقرأ القرآن فنصلّي بصلاتك، قال: فصلّيت بهنّ ثمان ركعات، ثمّ أوترت، قال: فكان شبه الرضا، و لم يقل شيئا[2].
حدّثنا أبو الربيع، حدّثنا يعقوب، أخبرنا عيسى، عن جابر بن عبد اللّه قال:
صلّى بنا رسول اللّه 6 في شهر رمضان ثمان ركعات و أوتر، فلمّا كانت القابلة اجتمعنا في المسجد، و رجونا أن يخرج إلينا، فلم نزل فيه حتى أصبحنا، ثمّ دخلنا،
[1] لكن لا يستفاد منها كون الوتر مفصولة، كما هو مذهب أهل البيت :. «منه دام علاه».