الجواب عنه- لا بد أن نسأل من هذا المستدل وجه عدم ذكره الاية بتمامها، هل يجوز الاستدلال على اطلاق المستثنى منه، بدون ذكر المستثنى- و أظن- و ان كان الظن لا يغنى من الحق شيئا- ان المستدل لم يذكر المستثنى في الاية، خوفا لإفادتها خلاف مقصوده و نحن نذكر الاية بتمامها حتى يرى المتأمل المنصف مقدار دلالة الاية و هى قوله تعالى: «قُلْ لٰا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَ لٰا نَفْعاً إِلّٰا مٰا شٰاءَ اللّٰهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذٰا جٰاءَ أَجَلُهُمْ فَلٰا يَسْتَأْخِرُونَ سٰاعَةً وَ لٰا يَسْتَقْدِمُونَ».
و انها نزلت في جواب اعتراض المشركين حيث وعد سبحانه و تعالى المكذبين عذاب القيامة، و آلامها، فاستعجلوا ذلك على سبيل التكذيب و الرد، و قالوا متى هذا الوعد الذى تعدنا به، فأجاب الرسول (صلى اللّه عليه و آله) انى لا أملك شيئا من ذلك الا ما مكنى اللّه فكيف أملك تقديم القيامة، و تعجيل العقوبة، فانهما مرهونا أجلهما (و اذا جاء اجلهم فلا يستأخرون و لا يستقدمون) فالاية أجنبية عن نفى الولاية.
و (منها) الآيات التى تدل على أن الرسول (صلى اللّه عليه و آله) انما يكون له البلاغ،