الجواب عنه- ان الكفار قالوا للنبى (صلى اللّه عليه و آله) (لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا أو تكون لك جنة من نخيل و عنب فتفجر الانهار خلالها تفجيرا) و غير ذلك من الامور المستحيلة وقوعها في الخارج عادة، كما ذكرت في الاية، فامر اللّه سبحانه و تعالى للنبى قل سبحان ربى، و هو منزه من أن يفعل المعجزات، تابعا للاقتراحات و هذه الاشياء التى سألتموها فلا أقدر بنفسى أن آتى بها، كما لم يقدر من كان قبلى من الرسل، و ان اللّه تعالى انما يظهر الآيات المعجزة على حسب المصلحة، و قد فعل ذلك و من تأمل في الاية ترى أنها أجنبية عن الدلالة لنفى الولاية التكوينية.
و (منها) قوله تعالى: «وَ مٰا أَرْسَلْنٰاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا»
[1] تقريب الاستدلال به قد ظهر من تقريب الاستدلال بالآية السابقة.
الجواب عنه- ان الاية تدل على أن غفران الناس و عذابهم انما هو بارادة اللّه سبحانه و تعالى، و ما أرسلناك موكلا عليهم و لا حفيظا لأعمالهم حتى تدخل الايمان في قلوبهم بالقهر و الغلبة، شاءوا أم أبوا، فأى ربط بين هذا المعنى و بين الولاية التكوينية.
و (منها) قوله تعالى: «أَ لَيْسَ اللّٰهُ بِكٰافٍ عَبْدَهُ»
[2] بتقريب أن القول بولاية النّبيّ، يستلزم عدم كونه سبحانه و تعالى كافيا عبده، و هو ممنوع.
و (فيه) اولا ان الاستلزام ممنوع. و ثانيا ان الاية راجعة الى أن أجر المحسنين عند اللّه تعالى، و هو يكفى عبده في ذلك، فاى ربط بين الاية و نفى الولاية؟.