responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح دعاء كميل المؤلف : آية الله السيّد عبد الأعلى السبزواري    الجزء : 1  صفحة : 65

غيث السماء ، ومنها : ما يكشف الغطاء ، ومنها : ما يعجّل الفناء ، ومنها : ما يُظلم الهواء ، ومنها : ما يورث الندم ، ومنها : ما يهتك العصم ، ومنها : ما يدفع القسم ، إلىٰ غير ذلك ».

ثمّ قال : « واعلم أنَّ جميع الذنوب منحصرة في أربعة أوجه لا خامس لها : الحرص ، والحسد ، والشهوة ، والغضب ، هكذا روي عنهم : » [١] انتهىٰ.

أقول : لعل مراده بالانحصار في الأوجه الأربع أنَّ أسباب الذنب منحصرة في هذه الأوجه ، بل منحصرة في الشهوة والغضب فقط ؛ لأنَّ الحرص والحسد من صفات الشهوة والغضب ، وخواصّهما : الهتك والمزق والخرق.

بيان العصمة

و ( العِصَم ) : جمع « عصمة » ، كـ « نِعَم » : جمع « نعمة » ، وهي لغةً [٢] : المنع. وفي اصطلاح الفقهاء والحكماء : كيفيّة روحانية يمتنع بها صدور الخطأ عن صاحبها ؛ لعلمه بمثالب المعاصي ومناقب الطاعات.

فإذا بلغ الكلام إلىٰ هذا المقام ، فالأنسب أن نفصّل العصمة بأنّها ما هي وفي من هي ؟ وفي كم هي ؟ ومتىٰ هي ؟ وعمّ هي ؟ ولِمَ هي ؟

أما الأوّل : فقد ذكرتها.

وأمّا الثاني : فهي في الأنبياء والأئمة الاثني عشر ، وفي الملائكة.

والظاهريون الذين قالوا : إنّ الملائكة أجسام لطيفة هوائية ، تقدر علىٰ التشكّل بأشكال مختلفة ، مسكنها السماوات ، وفيهم داعية الشهوة والغضب ، يجوّزون عليهم المعصية ، واختلفوا في عصمتهم.

وعمدة ما أوقعهم في الشبهة والاختلاف في عصمة الملائكة أمران :

أحدهما : الاستثناء في قوله تعالىٰ : ( فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ ) [٣].

_____________________________

[١] « مجمع البحرين » ج ٢ ، ص ٦١.

[٢] « لسان العرب » ج ٩ ، ص ٢٤٤ ، مادة « عصم ».

[٣] « البقرة » الآية : ٣٤.

اسم الکتاب : شرح دعاء كميل المؤلف : آية الله السيّد عبد الأعلى السبزواري    الجزء : 1  صفحة : 65
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست