responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح دعاء كميل المؤلف : آية الله السيّد عبد الأعلى السبزواري    الجزء : 1  صفحة : 64

وقال بعضهم : هي كلّ ذنب رتّب عليه الشارع جدّاً ، أو نصّ فيه بالعقاب [١].

وقالت فرقة : إنّها كلّ خطيئة تؤذن بأنّ فاعلها قليل الاعتناء في دين الله تعالىٰ.

وقال جماعة : إنّها كلّ ذنب ثبت حرمته بالبرهان.

وقالت طائفة : هي كلّ ذنب أوعد الله تعالىٰ فاعلها في القرآن الحكيم بالعذاب الأليم ، أو أوعد حججُه تعالىٰ في سنّتهم السديدة بالعقوبة الشديدة [٢].

وعن عبد الله بن مسعود أنّه قال : اقرؤوا من أوّل سورة النساء إلىٰ قوله تعالىٰ : ( إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ) [٣] ، فكلّ ما نهي عنه في هذه السورة إلىٰ هذه الآية فهو كبيرة.

وقالت الطائفة : الذنوب كلّها كبائر ؛ لاشتراكها في مخالفة الأمر والنهي ، لكن قد يطلق الصغيرة والكبيرة علىٰ الذنب بالإضافة إلىٰ ما فوقه وما تحته ، كما أنَّ القُبلة بالنسبة إلىٰ الزنا صغيرة ، وبالنسبة إلىٰ النظر بالشهوة كبيرة.

قال الشيخ الجليل أمين الإسلام أبو علي الطبرسي ـ طاب ثراه ـ في مجمع البيان بعد نقل هذا القول : « وإلىٰ هذا ذهب أصحابنا ـ رضي الله عنهم ـ فإنّهم قالوا : المعاصي كلّها كبيرة ، لكنَّ بعضها أكبر من بعض ، وليس في الذنوب صغيرة ، وإنما تكون صغيرة بالإضافة إلىٰ ما هو أكبر ، ويستحق العقاب عليه أكثر » [٤]. انتهىٰ كلامه قدس‌سره.

وفي مجمع البحرين : قال : « الذنوب تتنوع إلىٰ : مالية وبدنية ، وإلىٰ : قولية وفعلية ، والفعلية تختلف باختلاف الآلات التي تفعل بها ، إلىٰ غير ذلك.

فمنها : ما يغيّر النعم ، ومنها : ما يُنزل النقم ومنها : ما يقطع الرجاء ، ومنها : ما يديل الأعداء ، ومنها : ما يردُّ الدعاء ، ومنها : ما يستحق بها نزول البلاء ، ومنها ما يحبس

_____________________________

[١] « التفسير الكبير » ج ١٠ ، ص ٦١ ، حكاه عن ابن عباس.

[٢] « التفسير الكبير » ج ١٠ ، ص ٦١.

[٣] « النساء » الآية : ٣١.

[٤] « مجمع البيان » ج ٣ ، ص ٥١.

اسم الکتاب : شرح دعاء كميل المؤلف : آية الله السيّد عبد الأعلى السبزواري    الجزء : 1  صفحة : 64
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست