للولي معانٍ كثيرة ، منها : الناصر ، والمعين ، والمدبّر ، والمتولي لاُمور العالم المتصرّف فيه ، وهو من أسمائه تعالىٰ. والمناسب هاهنا هو الأول والثاني.
والإيمان في اللغة : التصديق والاعتقاد ، وفي العرف أيضاً : عبارة عن التصديق بتوحيد الله تعالىٰ ونبوة أنبيائه ، والاعتقاد بما جاء به النبيّون ، مع موالاة أهل البيت : ومحبّتهم.
اعلم أنّه ـ كما مرّ ـ للإيمان مراتب ، أدناها الإقرار باللسان ، وأعلىٰ منها التصديق بالجنان والعمل بالأركان ، وأعلىٰ منها ـ وهي المرتبة القصوىٰ ـ تنوّر في القلب ، ينكشف به حقيقة الأشياء كما هي عليها ، فيرىٰ الجميع من الله وإلىٰ الله ، واقتدار في الباطن يوصل به إلىٰ مقام « كن » ، فيتخطّون في المقامات ، ويشاهدون في أنفسهم الكرامات ، فيصدّعون علىٰ أبلغ وجه بالنبوّات والولايات ، ولا يحتاجون في إثباتها إلىٰ الدلائل والبيّنات ، وهذه هي حق حقيقة الإيمان.