responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح دعاء كميل المؤلف : آية الله السيّد عبد الأعلى السبزواري    الجزء : 1  صفحة : 104

وبلغتُ ما بلغ امرؤٌ بشبابه

فإذا عصارة كلّ ذاك أثام [١]

بيان الجهل البسيط والمركّب

ثمّ إن الجهل بسيط ومركّب :

الأوّل : عبارة عن عدم العلم.

والثاني : عبارة عن عدم العلم بعد العلم.

علىٰ قياس علمي البسيط والتركيبي يقال : فلان جاهل بالجهل البسيط ، أي لا يعلم شيئاً ، وبالجهل التركيبي ، أي لا يعلم أنّه لا يعلم.

ثم إنّ الجهل بقسميه كان من الخبائث المعنوية ، بل اُمُّ الخبائث وأصلها ، وإن شئت أن تعرف العقل والجهل وجنودهما فعليك بالنظر في كتاب اُصول الكافي [٢].

وقد عدّه علماء علم تهذيب الأخلاق من النجاسات العشرة التي ثمانية منها هي : التهوّر والجبن ، اللذان هما طرفا الشجاعة من الإفراط والتفريط.

والشره والخمود اللذان هما طرفا العفّة من إفراطها وتفريطها.

والتقتير والتبذير اللذان هما طرفا السخاوة إفراطها وتفريطها.

والجربزة والبلاهة اللتان هما طرفا الحكمة إفراطها وتفريطها.

وتلك الأربعة ـ أعني الشجاعة والسخاوة والحكمة والعفّة ـ أركان العدالة التي هي الصراط المستقيم ، الذي هو أحدُّ من السيف وأدقُّ من الشعر. والجميع مأمور بالتجاوز عنه.

ايدل از چشمهٔ حكمت بكف أو رجايی

بو كه از لوح دلت نقش جهالت برود

( وَسَكَنْتُ إلىٰ قَديمِ ذِكْرِكَ لي وَمَنِّكَ عَلَيَّ )

_____________________________

[١] « ديوان أبي نؤاس » ص ٤٩٧.

[٢] « الكافي » ج ١ ، ص ١٠ ـ ٢٩.

اسم الکتاب : شرح دعاء كميل المؤلف : آية الله السيّد عبد الأعلى السبزواري    الجزء : 1  صفحة : 104
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست