responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح دعاء كميل المؤلف : آية الله السيّد عبد الأعلى السبزواري    الجزء : 1  صفحة : 103

ومن كلمات بعض العارفين ، قال : « عرفت الله بجمعه بين الأضداد ، كالجمع بين الخفاء والظهور » [١] كما في الدعاء : ( يا مَن خفي من فرط ظهوره ، واستتر بشعاع نوره ).

والجمع بين القرب والبعد كما فيه أيضاً ( يا من بعُد فلا يُرىٰ ، وقرب فشهِد النجوىٰ ) [٢] ، وبين العلو والدنو : ( يا مَن علا في دنوّه ، يا من دنا في علوه ) [٣] ، والجمع بين الدخول في الأشياء والخروج عنها ، كما في قوله 7 : ( داخل في الأشياء لا بالممازجة ، وخارج عن الأشياء لا بالمزايلة ) وغير ذلك.

( ظَلَمْتُ نَفْسي )

بتركها في اتّباع الشهوات ، ومشايعة وساوس الشيطان ، والخروج عن قيود طاعة الرحمن ، إلىٰ أن فاتها الوصول إلىٰ كمالاتها البالغة ، والعروج إلىٰ مقاماتها الشامخة الفائقة.

ثمّ إنّ للنفس معاني وإطلاقات ، سيأتي ذكرها إن شاء الله تعالىٰ.

( وَتَجَرّأتُ بِجَهْلي )

وعدم علمي بعواقب الاُمور.

اُلام علىٰ لوٍّ وإن كنت عالماً

بأذناب لوٍّ لم تفتني أوائله [٤]

التجري : من الجرأة ، وهي عبارة عن سرعة الوقوع في الأمر من غير تدبّر ورويّة. والباء للسببية ، أي تجرأت وأسرعت إلىٰ مشتهيات نفسي ، بسبب جهلي وعدم عرفاني بعواقبها ، كما قال الشاعر :

ولقد نهزت مع الغواة بدلوهم

وأسمت سرح اللحظ حيث أساموا

_____________________________

[١] القائل هو أبو سعيد الخراز علىٰ ما نُقل في « الفتوحات المكية » ج ٤ ، ص ٣٢٥.

[٢] « الإقبال » لابن طاووس ، ج ١ ، ص ١٤٠.

[٣] « بحار الأنوار » ج ٩٥ ، ص ٣٧٩ ، باختلاف.

[٤] « خزانة الأدب » ج ٧ ، ص ٣٢٠.

اسم الکتاب : شرح دعاء كميل المؤلف : آية الله السيّد عبد الأعلى السبزواري    الجزء : 1  صفحة : 103
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست