responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح دعاء كميل المؤلف : آية الله السيّد عبد الأعلى السبزواري    الجزء : 1  صفحة : 105

المنّ : العطاء.

أراد السائل : أنّني وقفت علىٰ قديم ذكرك الذي ذكرتك به في سالف الزمان ، يعني أوائل عمري وعنفوان شبابي ، الذي هو زمان الغرور والغفلة في الأغلب. ووقفت علىٰ العطية التي أعطيتني بها في الأزمنة السابقة.

أراد بها : التوفيق لتحصيل معارفه تعالىٰ ، وما اجتهدت حقّ الاجتهاد في معرفة صفاتك وأفعالك وحقيقة أوامرك ونواهيك ، وما ساعدني التوفيق إلىٰ الوصول إلىٰ ذروة شهود جمالك وجلالك ، والوفود علىٰ فناء جنابك ، والقعود في عتبة بابك.

ومقصوده : أنّه ما حصل لي الترقّي إلىٰ المقامات التي يبلغها أهل الحقيقة بعد البرهان ، بموهبة التخلّق والعيان والفناء ، الذي هو قرّة عين أهل السلوك والعرفان ، بحول الله الملك المنّان.

قال رسول الله 6 : ( مَن تساوىٰ يوماه فهو مغبون ) [١]. وفي رواية : ( مَن اعتدل يوماه فهو مغبون ) [٢].

وفي حديث آخر ، قال 6 : ( سيروا فقد سبق المفردون ) [٣].

والمقصود : الحثّ والإغراء علىٰ الفورية ، كما قال الله تعالىٰ : ( فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ) [٤] ( وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ ) [٥] ؛ فإنّ الأنفاس بيد قدرة الله تعالىٰ ، فلعل الإنسان قبض في الآن وحرم من أداء التكليف ، ففاتته الغبطة العظمىٰ ، وغبن الغبن الأفحش.

ولذا قال المولوي :

صوفى ابن الوقت باشد ابرفيق

نيست فردا گفتن از شرط طريق

_____________________________

[١] « معاني الأخبار » ص ٣٤٢ ، ح ٣ ؛ « وسائل الشيعة » ج ١٦ ، ص ٩٤ ، أبواب جهاد النفس ، ب ٩٥ ، ح ٥.

[٢] « الفقيه » ج ٤ ، ص ٢٧٣ ؛ « الأمالي » للطوسي ، ص ٤٣٥ ، ح ٤.

[٣] « سنن الترمذي » ج ٥ ، ص ٥٧٧.

[٤] « البقرة » الآية : ١٤٨.

[٥] « آل عمران » الآية : ١٣٣.

اسم الکتاب : شرح دعاء كميل المؤلف : آية الله السيّد عبد الأعلى السبزواري    الجزء : 1  صفحة : 105
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست