كان بعض البخلاء إذا وقع في يده درهم أو دينار يقول له :
أهلا وسهلا بك من قادم
لم أزل مشتاقا إلى رؤيته
كثير الالتفات إلى حسن طلعته
ما أعظمك من قادم ، وأعزك من منادم ، حويت محاسنا لم يحوها سواك ، وتقضي حوائجا لم يقضها إلا إياك ، فأنت ديني وعقلي ، وفاكهتي ونقلي ، وأنت أبي وأمي ، وأنت لحمي ودمي ، بك أستخدم الأحرار وبك تزهر الأنوار ، وبك تعمر الديار ، وبك تأتي الثياب والأبكار ، وبك يعظم المقدار ، تونس من الوحشة ، وتشد من الرعشة ، وبك يسمع المقال ، وبك ينال كل منال ، من حفظك فأنت له حافظ ، ومن يغررك فأنت له باغض ، ومن خبأك فأنت له ذخرا ، ومن استنصر بك فأنت له نصرا.
ثم يطرحه في الكيس المخيوط ، ويقول : أنت محفوظ لا تزال فيه أبدا ، ولا يراك بعد هذا اليوم أحدا. ثم ينشد له :