اقتصد المأمون يوما ، فطلب ماء يشربه ، فأرسلت له بعض حظاياه باطية من خالص البلور مملوءة ماء ممزوج بماء خلاف ، وجام من البلور يشرب به وكتبت على الباطية هذه الأبيات :
أقصدت عرقا تبتغي صحة
أعقبك الله بذا العافية
فاشرب بهذا الجام يا سيدي
مستمتعا من هذه الباطية
واجعل لمن أهداكها زورة
تحظى بها في الليلة الآتية
فلما قرأ الأبيات قال : بل الليلة أحسن. ثم قام من وقته ، ودخل إليها ، وأقام عندها نهاره.
[١] في متن المخطوط : قليلا ، والتصويب من هامش المخطوط ، وبخط الناسخ.
[٢] ما بين المعقوفين زيادة تصنيفية من عمل المحقق غفر الله له آمين.