موضوع الحكم سواء كان في الجملة الخبريّة أو الإنشائيّة لا بدّ و أن يكون مفردا، أو في حكمه، كالجمل الناقصة، و لا يمكن جعل الجملة الخبريّة- موجبة كانت أو سالبة- موضوعا لحكم إخباريّ أو إنشائيّ، لأنّ الحكاية عن موضوع الحكم لا بدّ و أن تكون تصوّريّة مقدّمة للحكاية التصديقيّة المتقوّمة بالهيئة الخبريّة، و مقدّمة لجعل الحكم عليه، و هي لا تجتمع مع الحكاية التصديقيّة التي بها تمّت الجملة، و لا يجتمع النقص و التمام و الحكاية التصديقيّة و التصوّريّة في جملة واحدة و حال واحد، و لو بتكثّر الاعتبار.
فلو قلت: «زيدٌ قائمٌ» غير «عمرو قاعدٌ» لم تكن الحكاية التصديقيّة فيه إلاّ عن مغايرة الجملتين، لا عن قيام زيد و قعود عمرو. و كذا الحال في موضوع الأحكام الإنشائيّة.
نعم، يمكن أن يجعل موضوعهما جملا ناقصة إذا خرجت عن النقص، تكون موجبة، أو سالبة محصّلة، مثل «زيدٌ ليس بقائم» غير «عمرو ليس بقاعد»، أو موجبة و سالبة معدولة أو سالبة المحمول، مثل: «المرأة الغير القرشيّة كذا»، أو «المرأة التي ليست بقرشيّة كذا».