أقول و الّذي يخطر بالبال في دفع هذا المقال
ان يقال ان المتيقن بعدالة زيد في يوم الجمعة مثلا يصح ان يقال في حقه انه متيقن
بالعدالة مقيدة بكونها يوم الجمعة و ان يقال انه متيقن بالعدالة بملاحظة اعتبار
ذلك الزمان ظرفا لها و ان يقال انه متيقن بعدالة زيد مع إهمال الزمان قيداً و ظرفا
فان المتيقن بالمقيد متيقن بالمهملة إذا عرفت هذا فنقول المتكلم بقضية إذا تيقنت
بشيء ثم شككت فيه إلخ اما لاحظ الشيء لمتيقن مقيداً بالزمان و اما لاحظ الزمان
ظرفا للمتيقن و اما أهمل ملاحظة الزمان رأساً و لا تخلو القضية عن تلك الحالات
الثلاث اما على الأول فلا بد ان يكون المراد من قوله شككت فيه الشك في نفس ذلك
الشيء مقيداً بالزمان السابق و لا يكون هذا الا الشك الساري و كذا على الثالث لأن
المراد من قوله شككت فيه على هذا الشك في تحقق ذات ذلك الشيء مهملة عن الزمان و
لا يصدق هذا الشك الا على الشك في وجوده من رأس إذ على تقدير اليقين بوجوده في
زمان لا يصدق انه مشكوك تحققه مجرداً عن الزمان فان الشيء إذا كان له أنحاء من
الوجود لا يصدق انه مشكوك الوجود الا إذا شك في تمام أنحاء وجوده اما على الثاني
فيمكن تطبيقه على الاستصحاب بان يلاحظه الشيء الواحد باعتبار الزمان السابق
متيقنا و باعتبار الزمان اللاحق مشكوكا فعلم ان تطبيق القضية على الاستصحاب يتوقف
على ملاحظة الزمان السابق ظرفا للمتيقن و اللاحق ظرفا للمشكوك و هذه الملاحظة لا
يجتمع مع ملاحظة الزمان الأول قيداً كما في الصورة الأولى و عدم ملاحظة الزمان
أصلا كما في الصورة الثالثة هذا و اعلم ان تخيل عموم الاخبار لقاعدتين من جهتين
(إحداهما) ما مضى الكلام فيه و (الثانية) ان المراد من قوله عليه السلام تيقنت
بشيء الشيء المقيد بالزمان و المراد من قوله عليه السلام