لا تأمّل لأحد من الفقهاء في أنّ شغل الذّمّة إذا كان يقينيا فلا بدّ من البراءة اليقينية.
و أدلّته متعدّدة تامّة كما ذكرناها في الفوائد.
نعم ربّما يكتفون في تحصيل البراءة بالظنّ الاجتهاديّ الحاصل بجميع شرائط الاجتهاد بناء على حصول اليقين منه، لأنّ المجتهد يجعله صغرى، و هو يقيني وجدانيّ، يقول: هذا ما حصل به ظنّي و له كبرى يقينيّة و هي: أنّ كلّما حصل به ظنّي فهو حكم اللّه يقينا في حقّي و حقّ مقلّدي و قد أثبتنا الكبرى في الفوائد، فالنتيجة يقينية.
و ربّما يتمسّك بعضهم بأصل البراءة، لا لأنّه محصّل لليقين بالبراءة، بل لأنّه لا يحصل اليقين باشتغال الذّمّة بما نفوه بالأصل، بناء على أنّ القدر الّذي