responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصول مهذبة المؤلف : التبريزي، غلام حسين    الجزء : 1  صفحة : 8

بلا بيان قبيح و ظلم لا ينبغي صدوره من عاقل «الثانية» لو طلبت منه الماء بلسانه الذي يفهمه و بلغته التي يعرفها عربيا كان أو فارسيا أو غيرهما ثم لم يأتك بالماء عد نفسه مقصرا بفطرته و إن عاقبته لم يعدك بفطرته مرتكبا للقبيح و ليس ذلك إلا لأن اللفظ بالنسبة إلى معناه المستفاد منه لغة و عرفا بيان بالفطرة التي فطر الناس عليها بل ليس من باب بناء العقلاء و إن كان بناء العقلاء عليها بل لأنه هو المنشأ لبناء العقلاء «الثالثة» أنه لا ريب أن في جميع اللغات أمرا أو نهيا و مطلقا و مقيدا و عاما و خاصا و شرطا و مشروطا و غاية و مغيا و مستثنى و مستثنى منه و كل الناس يستعملونها ليلا و نهارا في محاوراتهم و يستفاد منها معانيها بالفطرة التي فطر الناس عليها و بسنته التي أجراها بينهم (سنة اللّه فلن تجد لسنة اللّه تبديلا) و الأنبياء و أوصياؤهم (صلوات اللّه عليهم جمعيا) قد جروا بهذه السنة الإلهية و الوديعة الفطرية لإتمام الحجة و هداية الأمة و لو كان لهم اصطلاح خاص لبينوه بهذه الفطرة السليمة فلذا كان أصحاب نبينا و أئمتنا (صلى الله عليه و آله و سلم) يفهمون ما يلقى إليهم من دون أن يدرسوا مباحث الألفاظ في الأصول لأن اللغة العربية كسائر اللغات من هذه الجهة و النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) لم يبعث إلا بلسان قومه و الأوصياء المرضيون لم يكلموا الناس إلا بما يعرفون من لغاتهم و بهذه تمت الحجة الإلهية البالغة «قل فللّه الحجة البالغة فاتضح أن حجية ظواهر الألفاظ أمر فطري إلهي لا حاجة لنا فيها إلى تجشم الأدلة و تكلفها فإن اتضح في لفظ معناه اللغوي أو العرفي فهو الحجة و هو المبين و إن لم يتضح فهو المجمل و المتشابه و لا يحصل البيان به و لا تتم به‌

اسم الکتاب : أصول مهذبة المؤلف : التبريزي، غلام حسين    الجزء : 1  صفحة : 8
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست