هل هو بتعدد الموضوعات أم بتعدد الأغراض و أن مسائل (1) العلم هي العوارض الذاتية لهذا الموضوع و أن العرض الذاتي ما هو و أن العرض الغريب ما هو فإن هذه كلها مسائل لا طائل لها فيما نحن فيه فلو أعرض عنها الأساتيذ الكرام لكان أولى و أحق
(فصل في حجية الظواهر)
حجية ظواهر الألفاظ أمر فطري إلهي أودعها معلم البيان لئلا يختل النظام و تتم بها الحجة و البرهان (بيان ذلك) أن الذي جبلت عليه العقول و فطر عليه بارئها حتى يعرفه الطفل المميز بفطرته في جميع الملل و الأقوام و في جميع الألسنة أن يلقوا مقاصدهم بلغاتهم المستعملة بينهم و الأنبياء (عليهم السلام) لم يبعثوا إلا بلسان قومهم كما دلت عليه الآية الشريفة (و ما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه) و ما كلموا الناس إلا بما يعرفونه بمقتضى لغاتهم و عرفهم حتى إنهم (عليهم السلام) لو كانت لهم اصطلاحات مخصوصة لبينوها بما يعرفه الناس بلغاتهم و عرفياتهم و توضيح ذلك بذكر مقدمات فطرية (الأولى) أنه لا ريب في أنه إن كان في ضمير أحد أن يطلب الماء مثلا من ابنه المميز و لم يقل له و لم يطلب منه الماء فذمه بترك إتيان الماء أو ضربه لذلك فيقول له ولده لم تذمني أو تضربني أ قلت لي جئني بالماء فلم آتك به فاستحق بذلك ذمك أو ضربك فالآن أنت تظلمني بمجازاتك لي فاللّه الذي خلقه أودع في فطرته أن العقاب
(1) و إن شئت قلت إن مسائل العلم هي محمولات الموضوع و لا تقل العوارض لتبتل بهذه المتاعب التي ابتلوا بها طلاب علوم الدينية