أراك يا سمرة إلا مضارا اذهب يا فلان فاقلعها و ارم بها وجهه و قد نقل تواتر الأخبار بنفي الضرر عن فخر المحققين (قدس سره) و مع استفاضتها و عمل المشهور بها و توثيق بعضها و ادعاء تواترها المعنوي عن مثل الفخر لا وجه للخدشة في سندها للاطمئنان أو القطع بصدور نفي الضرر عن النبي (صلى الله عليه و آله)
و أما الكلام في معناه
فيقع في جهتين الجهة الأولى في معنى الضرر و الضرار الثانية في معنى الواقع فيه أما الأولى فالضرر معناه واضح عرفا و لغة و النبي (صلى الله عليه و آله) لم يتكلم إلا بما يعرفه أهل العرف و اللغة و أما الضرار فقد يقال إنه بمعنى الجزاء على الضرر و فيه أنه لا يطلق على الجزاء الضرار الذي هو المصدر من باب المفاعلة مع أنه ليس بمنفي شرعا و قد يقال إنه بمعنى المضارة بين الاثنين كما هو مقتضى الأصل في باب المفاعلة و لكن الظاهر من قوله في الرواية الأخرى إنك رجل مضار أن المقصود ليس المضارة بمعنى المفاعلة فالظاهر أنه بمعنى الضرر جيء به تأكيدا و لو فرض أنه بمعنى المضارة التي نقع بين الاثنين فلا يفيد أيضا معنى زائدا عن نفي الضرر عن كل منهما و هو مستفاد من معنى نفي الضرر أيضا و اللّه العالم
ثم إنه يقع البحث أيضا في مقامات
الأول في معنى نفي الضرر
مع أنه ليس بمنفي حقيقة فمنهم من قال إن المراد نفي الحكم الضرري و منهم