responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهداية في الأصول المؤلف : الصافي الإصفهاني، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 171

العلم-حقيقة منطبق على الباري تعالى كانطباقه على غيره بلا تفاوت.
فأخذ النسبة في المشتقّ لا ينافي صدق صفات الذات عليه تعالى على نحو الحقيقة، لكون النسبة المأخوذة نسبة مفهومية لا خارجية، وإلاّ امتنع صدق قولنا: «العدم معدوم»و«العنقاء معدوم»و«اجتماع النقيضين ممتنع»، لاستحالة تحقّق النسبة الخارجية بين العدمين، بل لا يمكن صدق قولنا: «الإنسان ممكن»، إذا الإمكان أمر اعتباري لا وجود له.
ثمّ إنّ هنا إشكالا، وهو: أنّ المفهوم الواحد لا يمكن أن ينتزع من‌[الأمور]المتعدّدة بما هي متعدّدة بل ينتزع باعتبار الجهة المشتركة بينها، وكذلك العكس بمعنى أنّه لا يمكن انتزاع مفاهيم وعناوين متعدّدة عن شي‌ء واحد بما هو واحد، فمع بساطة الواجب تعالى ووحدته من جميع الجهات كيف ينتزع منه تعالى عناوين متعدّدة من العالم والقادر والحيّ وأمثالها!؟ والجواب: أنّ هذه أسماء نحن سمّينا وتعابير نعبّر بها كلّ باعتبار، وإلاّ فالواجب تعالى وجود بحت بسيط لا نقص فيه أصلا، وليس هناك صفة وموصوف كما قال أمير المؤمنين عليه السّلام: «و كمال التوحيد نفي الصفات عنه»[1]فباعتبار أنّ ذاته تعالى وغيره ممّا سواه منكشف لديه يطلق عليه«العالم»و باعتبار وجود من سواه من‌


[1]نهج البلاغة-بشرح محمد عبده-: 18.


اسم الکتاب : الهداية في الأصول المؤلف : الصافي الإصفهاني، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 171
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست