مقام
التصوّر والإدراك، بل مفاهيم المركّبات الحقيقية-كمفهوم «ألف»و«دار»و«زيد»و
أمثال ذلك-بسيطة في مقام الإدراك، حيث لا ينتقل الإنسان من لفظ«ألف»إلى
عشر مئات، أو مائة عشرة، أو مائتي خمسة وهكذا، ولا يفهم من لفظ«زيد»إلاّ
معنى وحدانيّ وإن كان المعنى مركّبا، له أجزاء لكن لا يلتفت إليها تفصيلا
عند إدراكه بحيث يتصوّر عند تصوّر زيد، إنسان ذو رأس ورجلين ولسان وشفتين
وصدر ويدين وهكذا، وإنّما المراد من البساطة والتركيب في محلّ النزاع هما
في مقام التحليل العقلي.
و بالجملة ذهب شارح المطالع إلى تركّب مفهوم المشتقّ[1].
و استشكل عليه السيّد الشريف: بأنّ المأخوذ في مفهوم المشتقّ إمّا مفهوم الشيء والذات أو مصداقه.
و الأوّل: لازمه أخذ العرض في الفصل في مثل الناطق.
و الثاني: انقلاب القضية الممكنة بالضرورية في مثل«الإنسان ضاحك»، حيث إنّه
ينحلّ إلى قضية«الإنسان إنسان له هل وضع للأعمّ أو الأخصّ واستدلالهم
على استحالة وضعه للأعمّ مع أنّ البحث هناك في تعيين الموضوع له.
فتحصّل: أنّ الاستدلال العقلي لا يكشف عن أنّ الاختلاف في مقام التحليل العقلي دون التصوّر والإدراك.
و بعبارة أخرى: قال السيد الأستاذ في مقام إثبات مدّعاه: إنّ المتفاهم
العرفي هو التركّب، واستدلاله هذا لإثبات التركّب بالوجدان والمتفاهم
العرفي إمّا رجوع عمّا سبق أو الجمع بين النقيضين. (م). [1]شرح المطالع ص 11 في تعريف«النّظر».