responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث حجج و امارات- مكتبة الداوري) المؤلف : الواعظ الحسيني، السيد محمد؛ تقرير بحث السيد أبو القاسم الخوئي    الجزء : 1  صفحة : 317

إن كان في مرتبة علل الأحكام و ملاكاتها، فيستتبع الحكم المولوي، و ان كان في مرحلة الامتثال المترتب على ثبوت الحكم الشرعي كحكمه بلزوم الإطاعة فلا يستتبع الحكم المولوي بل يكون الأمر في هذا المقام إرشاديا، و الأمر بالاحتياط من هذا القبيل.

ثم ذكر (ره) أنه يمكن أن لا يكون الأمر بالاحتياط ناشئا عن مصلحة إدراك الواقع، بل يكون ناشئا عن مصلحة في نفس الاحتياط، كحصول قوة للنفس باعثة على الطاعات و ترك المعاصي، و حصول التقوي للإنسان و إلى هذا المعنى أشار عليه السلام بقوله (من ترك ما اشتبه عليه من الإثم فهو لما استبان له أترك) و الوجه فيه ظاهر فان حصول الملكات الحميدة أو المذمومة تدريجي و لترك الشبهات في ذلك أثر بين، و عليه فيمكن أن يكون الأمر بالاحتياط بهذا الملاك، و هو ملاك واقع في سلسلة علل الأحكام، فيكون الأمر الناشئ عنه مولويا.

أقول أما ما ذكره (ثانيا) من إمكان أن يكون الأمر بالاحتياط مولويا بملاك حصول التقوي و حصول القوة النفسانيّة فمتين جدا. و أما ما أفاده (أولا) من كون الأمر بالاحتياط إرشاديا لكونه واقعا في سلسلة معلول الحكم، ففيه أن مجرد ورود الأمر في مرحلة معلولات الأحكام لا يستلزم الإرشادية، فلا يجوز رفع اليد عن ظهور اللفظ في المولوية و لا يقاس المقام بالأمر بالطاعة لأن الأمر بالطاعة يستحيل فيه المولوية و لو لم نقل باستحالة التسلسل، لأن مجرد الأمر المولوي و لو لم يكن متناهيا لا يكون محركا للعبد ما لم يكن له إلزام من ناحية العقل فلا بد من أن ينتهي الأمر المولوي في مقام المحركية نحو العمل إلى الإلزام العقلي، فلا مناص من أن يكون الأمر الوارد في مورده إرشادا إلى ذلك و هذا بخلاف الأمر بالاحتياط، فان حسن الاحتياط و إن كان من المستقلات العقلية الواقعة في سلسلة معلولات الأحكام الشرعية الواقعية، إلا أن العقل بما أنه لا يستقل بلزوم الاحتياط

اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث حجج و امارات- مكتبة الداوري) المؤلف : الواعظ الحسيني، السيد محمد؛ تقرير بحث السيد أبو القاسم الخوئي    الجزء : 1  صفحة : 317
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست