responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح أصول الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 8  صفحة : 351
- فيما أعلم - عن عمرو بن مدرك الطائي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأصحابه: أي عرى الإيمان أوثق ؟ فقالوا: الله ورسوله أعلم، وقال بعضهم: الصلاة، وقال بعضهم: الزكاة وقال بعضهم: الصيام. وقال بعضهم: الحج والعمرة، وقال بعضهم: الجهاد، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كل ما قلتم فضل وليس به ولكن أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله وتوالي أولياء الله والتبري من أعداء الله. * الشرح قوله (فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لكل ما قلتم فضل وليس به ولكن أوثق عرى الإيمان الحب في الله) الأعمال الظاهرة بمنزلة الصورة والأعمال القلبية بمنزلة الروح ونظر الصحابة تعلق بحسن الصورة وكمالها ونظر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تعلق بحسن الروح وكماله ولا شك في أن الحب في الله والبغض في الله والتولي لأولياء الله والتبري من أعداء الله من صفات القلب (1) جميع الخيرات والكمالات وبه يتحقق العروج (2) من الخير غالبا لئلا يقع فيما يفر منه ويبغضه، وبالجملة الأمال القلبية هي المصححة الظاهرة (3) 1 - قوله " من صفات القلب " القلب من اصطلاح كثير من علماء الأخلاق هو النفس الناطقة وصفات الإنسان وملكاته بما هو إنسان تنقسم إلى ما هي له بإعتبار أعضائه وجوارحه الجسمانية وليست هي الكمالات للنفس الناطقة التي توجب سعادتها في الآخرة وبعبارة اخرى ليست من صفات القلب، وإلى ما هي لها مع قطع النظر عن هذه الالات وهي التي تبقى وتوجب سعادتها ويهم علماء الأخلاق أن ينظروا في ذلك ويميزوا بينهما العلامات حتى لا يصرفوا عمرهم في تربية صفات وتكميل ملكات لا تفيد في الآخرة شيئا وهذه العلامات أما شرعية وهي ما ورد من أهل بيت العصمة (عليهم السلام) في المنجيات والمهلكات وأما عقلية اهتدى الناس إليها بعقلهم العملي على ما هو مذهبنا من أثبات الحسن والقبح والعقليين ويتطابق الشرع والعقل في ذلك. (ش) 2 - قوله " به يتحقق العروج " الإيمان أصله اعتقاد وتصديق ولكن لا يمكن انفكاك التصديق بالحقائق والإعتقاد بها عن بهجة للنفس واستحسان لها ولعل معنى الحب والبغض على ما يتبادر إلى ذهن العامة حالة جسمانية مادية توجب ضربان القلب وشحوب اللون واختلاط الذهن وأمثال ذلك ولذلك التزموا بكون إطلاقهما على الله مجازا كقوله تعالى " وإن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " ولكن المراد هنا مطلق البهجة الذي لا يتوقف على هذه التغييرات الجسمية فإنها نواقص لا تناسب أجسام الآخرة ولا يطرى عليها شئ منها، وأما أصل البهجة وهي الحب الحقيقي فتبقى للمؤمن مع اعتقاده الحق. (ش) 3 - قوله " هي المصححة للأعمال الظاهرة " ولكن من الأسف أن كثيرا من الناس تكروا الأهم واشتغلوا بالمهم واعتمدوا على الأمارات الظنية وتركون الحقائق اليقينية مثل من يعتني في طلب العلم بتحصيل ورقة تدل على مقامه في العلم لأعلى العلم نفسه فربما تكون في يد من ليس له من العلم نصيب وربما لا يكون في يد العالم ورقة تصدق عمله، كذلك الأعمال الظاهرة أمارات ظنية على كمال نفساني ربما تتخلف. والعلم المتعلق بالأخلاق أشرف العلوم العملية. (ش) (*)


اسم الکتاب : شرح أصول الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 8  صفحة : 351
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست