responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح أصول الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 12  صفحة : 211
وإرجاعه إلى الدنيا باعتبار الدهر بعيد وقد شبه المنية بالرامي وأثبت له الانتضال مكنية وتخييلية وجعل الإنسان غرضا وفيه تنفير عن الدنيا لعدم الأمن من سهام الموت (وتمضي بأخباركم مطاياه إلى دار الثواب والعقاب والجزاء والحساب) مطاياه من قبيل لجين الماء أو فيه مكنية وتخييلية بتشبيه الموت بالرسول الذي يبلغ خبر الغايب واثبات المطايا له وإمضاء الأخبار ترشيح واسناده إلى المطاياه مجاز من باب إسناد فعل الحال إلى المحل، كأن الموت يخبر أهل الثواب وأهل العقاب بخبره ووصوله، والمراد بدار الثواب ودار العقاب، أما القيامة الكبرى أو الصغرى وهي البرزخ فإن كل من كان فيه يعلم أنه من أهل الثواب أو من أهل العقاب ولا يخفى لطف هذا الكلام وحسنه (فرحم الله امرءا راقب ربه) حافظ ربه كأنه يراه فيخلي الظاهر والباطن عن الرذايل ويحليهما بالفضائل وينظر إلى جميع حركاته وسكناته ولحظاته فإن كانت إلهية بادر إليها وإن كانت شيطانية تعجل إلى دفعها وسبب تلك المراقبة هو العلم بأنه تعالى مطلع على الضمائر والسرائر وشاهد على كل نفس بما كسبت ورقيب على كل شئ، وإذا استقرت هذه المعرفة في القلب تبعثه الى مراقبته بالتعظيم والإجلال والاستغراق ببحار القدرة والكمال والانكسار تحت الهيبة والاقتدار بحيث لا يلتفت الى المباحات فضلا عن المحظورات، ومن بلغ هذه المرتبة فقد يغفل عن الخلق والمتصفون بها على جميع درجات متباينة ومقامات متفاوتة (وتنكب ذنبه): أي عدل ومال عنه تعظيما لربه وخوفا من عقابه (وكابر هواه): أي غالبه وعانده وتلك المكابرة بأن يطوع نفسه الأمارة للأعمال البدنية، وراقبها في كل خاطر تلقيه إلى قلبه وقابلها بقمعه ودفعه، وفي بعض النسخ كابد بالدال من المكابدة: وهي تحمل المشاق على ترك هواه (وكذب مناه) أي قابل ما يلقيه إليه الشيطان من الأماني ويعده بالوصول إليها بالتكذيب والدفع له بتجويز عدم نيلها ونسبتها إلى الأكاذيب المخترعة. (أمرءا زم نفسه من التقوى بزمام وألجمها من خشية ربها بلجام فقادها الى الطاعة بزمامها وقدعها عن المعصية بلجامها) القود نقيض السوق فهو من أمام وذاك من خلف والقدع الكف قدعه كمنعه كفه قد شبه النفس الأمارة بالفرس الحرون، والتقوى بالزمام، والخشية باللجام ثم فرع ما يناسب كلا إليه ولا يخفى لطفه (رافعا الى المعاد طرفه) الطرف: النظر والمراد به بالنظر القلبي وهو توجهه الى أمر الآخرة والعمل لها (متوقعا في كل أوان حتفه): أي موته لعلمه بوروده قطعا مع عدم علمه بزمان وروده فيتوقعه في كل آن وذلك يبعثه على ترك الدنيا وطلب الآخرة (دائم الفكر) في أمر الآخرة والتخلص من عقابتها (طويل السهر) وهو عدم النوم في الليل كله أو بعضه يقال: سهر الليل أو بعضه إذا لم ينم فيه فهو ساهر وهو كناية عن العبادة في الليل والقيام بوظائف الطاعات فيه (عزوفا عن الدنيا سأما) عزفت نفسه عنه: زهدت فيه وانصرفت عنه (كدوحا


اسم الکتاب : شرح أصول الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 12  صفحة : 211
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست