responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح أصول الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 12  صفحة : 210
المطايا: جمع المطية وهي دابة تمطو في سيرها أي تجد وتسرع ؟ ولعل المراد بها الليل والنهار أو الاعمار على سبيل الاستعارة، والسير يجئ لازما ومتعديا يقال سار البعير وسرته والباء متعلق به إما للتعدية أو للمبالغة فيها كتأكيد السير بالمصدر للمبالغة فيه وأفادة شدته كما أشار إليه بقوله (ما فيه أين ولاتفتير)، الأين: الإعياء وهو لازم ومتعد يقال: أعياني كذا بالألف اتعبني فأعييت والفتور لازم والتفتير متعد يقال فتر فتورا من باب قعدا إذا انكسر بعد حدة ولان بعد شدة وفتره تفتيرا كسره بعدهما وفيه تنبيه للنازلين في الدنيا على لزوم خروجهم منها سريعا لأن قلة المسافة وسرعة المركوب في السير مع انتفاء الإعياء والتفتير يستلزم قطع تلك المسافة في أقرب أوقات الإمكان، ولا تظن أيها الغافل أنك مقيم فإن من كانت مطيتة الليل والنهار فهو ساير وإن كان واقفا وقاطع للمسافة، وإن كان مقيما كما يجد ذلك راكب السفينة وقد أشار الى توضيح ذلك بقوله (نهاركم بأنفسكم دؤوب وليلكم بأرواحكم ذهوب) الظرف في الموضعين متعلق بما بعده والتقديم لرعاية السجع والدؤوب فعول من الدأب وهو الجد في الأمر والطرد أيضا ولا يخفى على العارف بالسجع بدايع هذا الكلام ولطفه، والعجب من أبناء الدنيا مع حبهم طول عمرهم وبقائهم فيها يتمنون انقضاء الأيام والليالي سريعا بشئ يسير يتوقعون حصوله بعد مدة ولا يعلمون أن انقضائها انقضاء لعمرهم وهذا أيضا من سخافة عقولهم (فأصبحتم تحكون من حالهم حالا) أي صارت حالكم وصفاتكم مثل حالهم وصفاتهم، تقول: حكيت الشئ أحكيه حكاية إذا أتيت بمثله على الصفة التي بها غيرك فأنت كالناقل، ومنه حكيت صنعته إذا أتيت بمثلها وهو هنا كالمعارضة بالمثل، وحكوته أحكوه لغة، قال ابن السكيت: وحكى عن بعضهم أنه قال: لا أحكوا كلام ربي لا أعارضه. (وتحتذون من سلكهم مثالا) الاحتذاء: الاقتداء، تقول احتذى مثالهم أي اقتدى به والسلك مصدر بمعنى الذهاب تقول سلكت الطريق سلوكا وسلكا إذا ذهبت فيه، وفي بعض النسخ " من مسلكهم " وهو الطريق والمثال بالكسر اسم من ماثله إذا شابهه وقد يطلق على الوصف والصورة فيقال: مثاله كذا وصفه وصورته والجمع أمثله (فلا تغرنكم الحياة الدنيا) أي لا تخدعنكم بزينتها يقال: غرته الدنيا غرور ممن باب قعدت خدعته بزينتها وأطمعته بالباطل فاغتر هو بها ولما كان المغتر بها هو المحب لها والراكن إليها والناسي الموت وما بعده نبه بما يوجب سلب جميع ذلك بقوله (فإنما أنتم سفر حلول والموت بكم نزول) لأن ذكر الموت والعلم بوقوعه وجعل ذلك نصب العين وانتظاره في كل آن يزيل حب الدنيا والميل الى زينتها، ويستلزم ذكر المعاد الى الله تعالى ووعده ووعيده وحسابه وجزائه ولذلك قال (صلى الله عليه وآله) " أكثروا ذكر هادم اللذات " (تنتضل فيكم مناياه) في كنز اللغة انتضال " تيرانداختن " وضمير مناياه راجع الى الموت، والمراد بالمنايا أسبابه


اسم الکتاب : شرح أصول الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 12  صفحة : 210
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست