responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح أصول الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 12  صفحة : 212
لآخرته متحافظا) عن حطام الدنيا ومخاطرات النفس ووساوس الشيطان والكدح السعي والحرص في العمل. (امرءا جعل الصبره مطية نجاته) أي حمل النفس على فعل الطاعة وترك المعصية ودفعها عن هواها ومنعها عن الجزع في النوائب واستعار المطية للصبر لكونه سببا للنجاة كالمطية (والتقوى عدة وفاته) العدة بالضم: الاستعداد والتأهب وما أعد من مال وسلاح أو غير ذلك ليوم حاجة، والتقوى عدة واقية من أهوال الموت وما بعده (وداواء أجوائه) الجوي الحزن والحرقة وتطاول المرض وداء في الصدر وملالة القلب، والتقوى دواء للأمراض القلبية والبدنية الموجبة لفساد الظاهر والباطن وميلهما عن صراط الحق الى الباطل (فاعتبر وقاس) أي فاعتبر بأحوال الماضين وسرعة انتقالهم من هذه الدار الى دار القرار وفراقهم عن المال والعيال وسكونهم في القبور مع أعمالهم وقاس نفسه عليهم حتى أنه كأحدهم (وترك الدنيا والناس) الواو إما بمعنى مع أي ترك الدنيا مع الناس المائلين إليها ولا يشاركهم فيها أو للعطف أي ترك الدنيا بالإعراض عنها وترك الناس بالاعتزال منهم لعلمه بأن مجالستهم تفسد دينه ودنياه (يتعلم للتفقه والسداد) التفقه: التفهم من الفقه وهو الفهم وغلب إطلاقه على علم الدين لشرفه والسداد، بالفتح: الصواب من القول والفعل يعنى غرضه من التعلم أمران أحدهما تفهم القوانين الشرعية والآداب والأخلاق النبوية وتكميل النفس بها وثانيهما تسديد طاهره وباطنه بالعمل بها وليس غرضه منه الرياء والسمعة ورياسة الخلق وصرف وجوههم إليه (وقد وقر قلبه ذكر المعاد) التوقير هنا بمعنى التعظيم والتبجيل أو بمعنى الترزين والتسكين، وقلبه على الأول فاعل وذكر المعاد مفعول، وعلى الثاني بالعكس، والمراد بتعظيم ذكر المعاد هو التوجه الى الاستعداد له وتحصيل ما ينفع فيه وترك ما ينافيه من أعراض الدنيا وبتسكين القلب وترزينه تسكينه عن الاضطراب من فوات الدنيا وترزينه عن الميل الى زهراتها (وطوى مهاده وهجر وساده) المهد والمهاد: الفراش، وهذا كناية عن الإتيان بما أقرت به الشريعة من الكمالات الباقية والمبالغة في تحصيلها خصوصا في الليل فإن العبادة فيها لكثرة المشقة وبعد الرياء وحضور القلب اعظم أجرا منها في النهار (منتصب على أطرافه) أي على قديمه أو على جميع جوارحه باستعمال كل منها فيما طلب منه (داخل في أعطافه) كأنها جمع عطف الشئ بالكسر: وهو جانبه وهو إشارة الى أن غلبة النوم المحرك له إلى جوانبه لا تمنعه من القيام بوظائف الطاعات، ويمكن أن يراد بها الازر والأردية (خاشعا لله تعالى) أي مقبلا على الله تعالى بظواهره المشغولة بما هو مطلوب منها (يراوح بين الوجه والكفين) يضع وجهه تارة على التراب ويرفع كفيه تارة الى السماء أو يرفع وجهه الى السماء تارة وكفيه إليها أخرى (خشوع في السر لربه) أي مقبل على الله بقلبه ساكن مطمئن إليه فارغ عما سواه.


اسم الکتاب : شرح أصول الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 12  صفحة : 212
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست