اسم الکتاب : حقائق الأصول المؤلف : الحكيم، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 128
مطلقا و لو لم يكن مثل الناطق بفصل حقيقي ضرورة بطلان أخذ الشيء في لازمه و خاصته فتأمل جيداً. ثم إنه يمكن أن يستدل على البساطة بضرورة عدم تكرار الموصوف في مثل: زيد كاتب، و لزومه من التركب و أخذ الشيء مصداقا أو مفهوما في مفهومه
(إرشاد)
لا يخفى أن معنى البساطة بحسب المفهوم وحدته إدراكا و تصوراً بحيث لا يتصور عند تصوره إلا شيء واحد لا شيئان و ان انحل بتعمل من العقل إلى شيئين كانحلال مفهوم الشجر أو الحجر إلى شيء له الحجرية أو الشجرية مع وضوح بساطة مفهومهما (و بالجملة): لا تنثلم بالانحلال إلى الاثنينية بالتعمل العقلي وحدة المعنى و بساطة المفهوم كما لا يخفى، و إلى ذلك يرجع الإجمال و التفصيل الفارقين بين المحدود و الحد مع ما هما عليه من الاتحاد ذاتا فالعقل بالتعمل يحلل النوع و يفصله إلى جنس و فصل بعد ما كان أمراً واحداً إدراكا و شيئاً فارداً تصوراً فالتحليل يوجب فتق ما هو عليه من الجمع و الرتق.
(1) (قوله: ضرورة أن مصداق) مفهوم الشيء كمفهوم لفظ المفهوم حاك عن معنى يصدق على الكلي بعين صدقه على الجزئي و يحمل على كل منهما بالحمل الشائع فيقال: زيد شيء و الإنسان شيء و الحيوان شيء ... و هكذا، فجميع هذه الأشياء مصاديقه، فإذا جعل كناية عن المصداق فالمصداق المكنى به عنه، ان كان نفس الإنسان في قولنا:
الإنسان ناطق؛ لزم دخول النوع في مفهوم الفصل، و ان كان نفس الجنس لزم دخول الجنس في مفهوم الفصل، و ان كان نفس الفرد الخارجي لزم دخوله في مفهوم الفصل ... و هكذا، و من هنا يظهر الإشكال في صحة الانقلاب إلى الضرورية لجواز أن يراد من المصداق غير ذات الموضوع بل مفهوم لا يأبى الاتحاد مع الذات. فتأمل جيداً (2) (قوله: بضرورة عدم تكرار) هذه الضرورة غير ظاهرة بعد ما اشتهر و ارتكز في الأذهان: أن معنى المشتق ذات لها المبدأ (3) (قوله: البساطة بحسب المفهوم) يعني ان البساطة (تارة) تكون بحسب المفهوم فيراد بها كون حضور المفهوم حضوراً لمعنى واحد في قبال المركب المفهوم
اسم الکتاب : حقائق الأصول المؤلف : الحكيم، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 128