responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حقائق الأصول المؤلف : الحكيم، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 104

.......... قلت أيضا: ثم سرت من الكوفة، فهي حاكية عن إضافة أخرى قائمة بين السير و الكوفة فهما إضافتان متماثلتان فردان لمفهوم الإضافة القائمة بين الشي‌ء و مبدئه و ليست في الموردين مستعملة في معنى واحد و هو الجامع المذكور إذ لا يفهم منها الجامع أصلًا بل المفهوم منها في كل مورد شخص من الإضافة مباين لما يفهم منها في المورد الآخر و المراد من كون الإضافة شخصاً انها فرد من الجامع بينها و بين غيرها الّذي لا يحكيه الحرف أصلا بل هي لا تصدق على الكثيرين (و دعوى) أنه لا ريب في تحقق امتثال: سر من البصرة، بالسير من الجانب الشرقي و بالسير من الجانب الغربي و غيرهما فهذه الإضافات القائمة بين السير و كل واحد من جوانب البصرة هي افراد للإضافة القائمة بين السير و البصرة (مدفوعة) بأن الإضافات المذكورة مباينة للإضافة القائمة بين السير و نفس البصرة كما انها متباينات في أنفسها و تحقق الامتثال في أنواع السير المذكورة من جهة أن كل واحد من تلك الأنواع كما يكون منشأ للإضافة القائمة بين السير و أحد الجوانب يكون منشأ لانتزاع الإضافة القائمة بين السير و نفس البصرة أيضا فالعموم ليس للإضافة بل لمنشإ انتزاعها الّذي هو في الحقيقة موضوع التكليف، و إلا فالإضافات متباينة باختلاف بعض أطرافها و لو بالكلية و الجزئية (و لعل) من هنا يشكل كون الإضافات المتباينة من قبيل أفراد الجامع الواحد و هو مفهوم إضافة الشي‌ء إلى مبدئه مثلا فان إضافة الشي‌ء إلى مبدئه كلية أيضا تباين الإضافات المستعمل فيها لفظ (من) فلا عموم لها فيها و إنما العموم للمتضايفين و الإضافة القائمة بين العامين تباين الإضافة القائمة بين الخاصّين فالاختلاف بين معني الاسم و الحرف ليس بالعموم و الخصوص بل بالاستقلالية و التبعية لا غير و لو قلت: سرت من البصرة، فقال آخر لك: سرت من البصرة، فما استعملت فيه (من) في المقامين واحد لأن الصور الذهنية و ان تعددت بتعدد الاستعمال إلّا أن محكيها واحد و هو المستعمل فيه كما لو استعملت لفظ زيد في ذاته مرتين أو أكثر فان المستعمل فيه واحد و هو الذات و ان كان الاستعمال لباقي الصور الحاكية عنها إلا انها لما كانت ملحوظة باللحاظ الآلي كان‌

اسم الکتاب : حقائق الأصول المؤلف : الحكيم، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 104
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست