responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تقريرات في أصول الفقه المؤلف : البروجردي، السيد حسين    الجزء : 1  صفحة : 92

عليهم أنه اذا كان مناط الوجوب المقدمية فلا تفصيل، و إلّا فلا تفصيل أيضا.

بل هو أمر آخر و هو أن القائلين بالتفصيل الأول توهّموا أنّ الامر بالمسبّب امر بالسبب حقيقة لكونه مقدورا دون المسبّب، فإنّ مرادهم بالأسباب الأفعال المباشرية و بالمسببات الأفعال التوليدية التي لا يكون لها إرادة و لا إرادة المسبّبات كما مرّ سابقا من أنّ السبب و المسبّب و إن كانا وجودا و ايجادا متعددا إلّا أنه بإصدار واحد و هو لا ينشأ إلّا بإرادة واحدة، فتوهّموا أنه لمّا لم يكن للعبد إلّا إرادة واحدة متعلّقة بالأسباب فلا جرم تكون المقدمة السببية واجبة لعدم انفكاك وجوبها عن وجوب المسبّب.

و فيه: أنه خروج عن محلّ النزاع، فإنه فيما اذا تمكّن من ايجاد المقدمة و ذيها بإرادتين مستقلّتين، واحدهما للوجوب النفسي، و الآخر للوجوب التبعي المقدمي، و على ما توهّموا تعلّق الوجوب النفسي بالمقدمة و لم يجب ذوها أصلا، و هو خلاف المفروض كما لا يخفى، مضافا الى جواز تعلّق الوجوب بالمسبّب و كونه مقدورا و لو بالواسطة.

و أما بيان التفصيل الثاني فحاصله: أنه لمّا كان إتيان ذي المقدمة ممكنا عقلا بدون المقدمة إلّا أنّ الشارع لم يمضه بدونها لا جرم يكون الواجب متقيّدا بهذه المقدمة الشرعية نحو دخول التقيّد و خروج القيد و إتيان الواجب المتقيّد لا يمكن إلّا بإتيان قيده، فإنّ التقيّد أمر اعتباري لا وجود له إلّا بمنشإ انتزاعه- أعني القيد- فلا بدّ من شمول الواجب النفسي لهذا القيد ليتمكّن المكلف من إتيانه فتكون المقدمة الشرعية واجبة لكونها قيدا لذيها.

و فيه: ما مرّ من أنه خروج عن المتنازع أيضا، فإنه في وجوبها التبعي و على هذا يكون وجوبها نفسيا.

مضافا الى إمكان عدم حصول الواجب عقلا إلّا بإتيانها، غاية الأمر كشف الشارع عن هذا الحكم، فتكون القيود الشرعية قيودا عقلية حقيقية كما مرّ سابقا.

اسم الکتاب : تقريرات في أصول الفقه المؤلف : البروجردي، السيد حسين    الجزء : 1  صفحة : 92
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست