responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تقريرات في أصول الفقه المؤلف : البروجردي، السيد حسين    الجزء : 1  صفحة : 216

تقلّص اللحم الحار بعد قطع أوداجه و قبل ذهاب حرارته.

بل منشأ الاستحقاق هو الاختيار الذي معناه تشخيص أنه خيره الناشي من حكم العقل بعد ملاحظة الخيرات و الشرور و ميل النفس الى الأولى باعتبار الرقائق التي تميل بها الى العالم العلوي المناسب لها و الى الثانية باعتبار الرقائق التي تميل بها الى العالم السفلي المتناسب لها.

و يمكن أن يكون هو المراد بقوله تعالى: إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً [1].

كما لا وجه أيضا لتوهّم أنّ إرادة المعصية ناشئة من خبث السريرة الراجعة الى الذات المخلوقة كذلك فينقطع السؤال بلم، لأنّ الذاتي لا يعلّل ضرورة أنه مخالف للآيات و الأخبار الكثيرة و حكم العقل.

أما الآيات فكثيرة، منها قوله تعالى: يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ أَ لَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي وَ يُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا شَهِدْنا عَلى‌ أَنْفُسِنا وَ غَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَ شَهِدُوا عَلى‌ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ‌ [2] دلّ على أنّ سبب كفرهم إنما هو اختيار أنفسهم الكفر.

مضافا الى عدم صحة المخاطبة بهذا الخطاب المهيل إلّا لمن كان ذا اختيار بنفسه مع قطع النظر عن ذاته، بل إنما يصحّ فيما اذا لم يجعله خبيثا ذاتا و إلّا فيقبح ذلك الخطاب.

و أما الأخبار فكثيرة على اختلافها، فمنها ما يدلّ على أنّ للقلب اذنين كما رواه في الكافي، عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حمّاد عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام) قال: ما من قلب إلّا و له أذنان على إحداهما ملك مرشد و على الآخر شيطان مفتن، هذا يأمره و هذا يزجره، الشيطان يأمره بالمعاصي و الملك يزجره عنها، و هو قول اللّه عزّ و جلّ: عَنِ الْيَمِينِ وَ عَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ* ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ‌


[1] الإنسان: 2.

[2] الأنعام: 130.

اسم الکتاب : تقريرات في أصول الفقه المؤلف : البروجردي، السيد حسين    الجزء : 1  صفحة : 216
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست