responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تقريرات في أصول الفقه المؤلف : البروجردي، السيد حسين    الجزء : 1  صفحة : 215

أَمَرْتُكَ قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ‌ [1].

و قسم لا يكون كذلك، بل يتوجّه الى مولاه بمجرّد مخالفته إيّاه و يتضرّع و يتوب، كما حكى اللّه تعالى مخاطبا لآدم و حوّاء على نبيّنا و آله و (عليهما السّلام) بقوله تعالى: أَ لَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَ أَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ* قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَ تَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ‌ [2].

فمخالفة مثل هذا العبد لمولاه لا يكون لسوء سريرته، و كونه بصدد الطغيان، بل حسن سريرته تقتضي التضرّع إليه.

و لا وجه أيضا لما في الكفاية من كون استحقاق العقوبة بسبب إرادته للمعصية، لما ذكرنا من أنّ قبح الإرادة ناش عن قبح الخروج عن رسوم العبودية، و هذا القبح مساو لإرادة المعصية على تقدير المصادفة.

و الحاصل: أنّ جميع مقدّمات المعصية من الميل و العزم و الجزم و الإرادة التي لا تتخلّف عن المراد مساوية لمقدّمات التجرّي حتى بالنسبة الى الفعل الخارجي المعبّر عنه ب «المتجري به».

و بعبارة اخرى: حركات النفس قد انتهت الى منتهى المقصد و هو الفعل و لم يبق شي‌ء تفعله كي يكون العبد معذورا عند المولى، فما لم يصل الى مرتبة الفعلية لم يحكم العقل باستحقاق العبد العقوبة، لعدم صدق عنوان الخروج عن رسوم العبودية.

بل الأخبار المروية عنهم (عليهم السّلام) أيضا دالّة على العفو عن إرادة المعصية و إن كان لها تأثير في النفس و موجب لانحطاطها عن المرتبة العالية الى المرتبة الدانية لكنه غير استحقاق العقوبة، هذا.

مضافا الى أنه لا وجه لتوهّم أنّ منشأ استحقاق العبد العقوبة هو الإرادة، لأنّ الحيوانات كلها لها إرادات، إذ الأفعال الصادرة عنها ليست كالتقلّص الطبيعي نحو


[1] الأعراف: 12.

[2] الأعراف: 22 و 23.

اسم الکتاب : تقريرات في أصول الفقه المؤلف : البروجردي، السيد حسين    الجزء : 1  صفحة : 215
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست