اسم الکتاب : القواعد والفوائد - ط مکتبة المفید المؤلف : الشهيد الأول الجزء : 2 صفحة : 90
(زيد) في مفهوم (عالم) لا يخرج عنه إلى نقيضه ، إلا أن (عالما) مطلق في
العلم ، فهو في قوة موجبة جزئية في وقت واحد ، فنقيضه سالبة كلية دائمة ، أي لا
يكون زيد عالما في زمان ماض ، ولا حال ، ولا استقبال ؛ وهذا المفهوم ينتفي بقولنا
: (زيد عالم في وقت ما) ؛ بخلاف ما إذا كان الخبر معرفة ، فإنه ينتفي كل ما خالفه [١].
ويتفرع عليه
أحكام.
منها : قوله عليهالسلام : (تحريمها التكبير) [٢] ، فإنه يفيد انحصار دخولها في حرمة الصلاة بالتكبير ،
دون نقيضه الّذي هو عدم التكبير ، وضده الّذي هو الهزل [٣] واللعب والنوم ، وخلافه الّذي هو الخشوع والتعظيم ، فلو
فعل أحد هذه لم يتحرم بالصلاة.
ومنها : قوله عليهالسلام : (وتحليلها التسليم) [٤] ، يقتضي انحصار المحلل في التسليم ، دون نقيضه الّذي هو
عدمه ، ودون ضده وهي أضداد التكبير ، ودون خلافه الّذي هو الحدث وغير ذلك.
والمراد
بالمحلل هنا ، ما كان مباحا آخر الصلاة ، ليخرج سائر مبطلات الصلاة ، ونفس التسليم
إذا وقع في أثناها.
وكما اقتضى
الحصر في التكبير ، اقتضى الحصر في الصيغة المعهودة ،
[٢] انظر : الحر العاملي ـ وسائل الشيعة :
٤ ـ ٧١٥ ، باب ١ من أبواب تكبيرة الإحرام ، حديث : ١٠ ، وسنن ابن ماجه : ١ ـ ١٠١ ،
باب ٣ من كتاب الطهارة ، حديث : ٢٧٥ ، ٢٧٦.
[٣] في (ك) و (أ) : الهزء. وما أثبتناه
مطابق لما في الفروق : ٢ ـ ٤٣.