responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القواعد والفوائد - ط مکتبة المفید المؤلف : الشهيد الأول    الجزء : 2  صفحة : 74

والنبات المعروف (بالحشيشة) اتفق علماء عصرنا وما قبله من العصور التي ظهرت فيها [١] على تحريمها [٢]. وهل هي لإفسادها ، فيعزر فاعلها ، أو لإسكارها ، فيحد؟

قال بعض العلماء [٣] : وهي إلى الإفساد أقرب ، لأن فعلها السبات [٤] ، وزوال العقل بغير عربدة ، حتى يصير شاربها أشبه شي‌ء بالبهيمة.

ولقائل أن يقول : لا نسلم أن الحدّ منوط بالعربدة والنشوة ، بل يكفي فيه زوال العقل ، وقد اشتهر زوال العقل بها ، فيترتب عليه الحد. وهو اختيار الفاضل في القواعد [٥]. وقد حدّ بعضهم [٦] السكر : بأنه اختلال الكلام المنظوم وظهور السّر المكتوم. وفي المشهور أن هذا حاصل فيها [٧].


[١] قيل : إنها ظهرت في أواخر المائة السادسة. انظر : ابن الشيخ حسين ـ تهذيب الفروق ، بهامش الفروق : ١ ـ ٢١٦.

[٢] انظر : القرافي ـ الفروق : ١ ـ ٢١٦.

[٣] انظر : القرافي ـ الفروق : ١ ـ ٢١٦ ، ٢١٨ ، وابن حجر الهيثمي ـ الزواجر : ٢ ـ ١٥٠.

[٤] السبات النوم ، وأصله الراحة ، ومنه قوله تعالى في سورة النبإ : ٩ (وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً). انظر : الجوهري ـ الصحاح : ١ ـ ٢٥٠ ، مادة (سبت) (الطبعة المحققة ، ط. دار الكتب العربي بمصر).

[٥] ص : ٢٠٦ ، ٢٤٨.

[٦] هو الشافعي. انظر : السيوطي ـ الأشباه والنّظائر : ٢٣٨.

[٧] أي في الحشيشة.

اسم الکتاب : القواعد والفوائد - ط مکتبة المفید المؤلف : الشهيد الأول    الجزء : 2  صفحة : 74
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست