responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة المؤلف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي    الجزء : 1  صفحة : 48

أهل مصر ثلاث سنين يحاصرونهم. وصابروهم القتال في البرّ والبحر ؛ فلمّا رأى ذلك أهل مصر صالحوا الروم ، على أن يدفعوا لهم شيئا مسمّى في كل عام ، على أن يمنعوهم ويكونوا في ذمّتهم ، ثمّ ظهرت فارس على الرّوم ، فلمّا غلبوهم على الشام ، رغبوا في مصر ، وطمعوا فيها ؛ فامتنع أهل مصر ، وأعانتهم الرّوم ، وقاتلت دونهم ، وألحّت عليهم فارس ، فلما خشوا ظهورهم عليهم صالحوا فارس ، على أن يكون ما صالحوا عليه الرّوم بين الروم وفارس ، فرضيت الروم بذلك حين خافت ظهور فارس عليها ، فكان ذلك الصلح على مصر ، وأقامت مصر بين الرّوم وفارس سبع سنين ، ثم استجاشت الرّوم ، وتظاهرت على فارس ، وألحّت بالقتال والمدد ، حتّى ظهروا عليهم وخربوا مصانعهم أجمع ، وديارهم الّتي بالشام ومصر ، وكان ذلك في عهد رسول الله 6 : وفيه نزلت : (الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ ...) [الروم : ١ ، ٢] الآية ، فصارت الشام كلّها صلحا ومصر خالصا للروم ، وليس لفارس في الشام ومصر شيء.

قال الليث بن سعد : وكانت الفرس قد أسّست بناء الحصن الذي يقال له سبيل أليون [١] ، وهو الحصن الذي بفسطاط مصر اليوم ؛ فلمّا انكشف جموع فارس وأخرجتهم الروم من الشام ، أتمّت الروم بناء ذلك الحصن ، وأقامت به ، وأرسل هرقل المقوقس أميرا على مصر ، وجعل إليه حربها وجباية خراجها ، فنزل الإسكندريّة [٢] ، فلم تزل في ملك الرّوم حتّى فتحها الله تعالى على المسلمين.

قال صاحب مباهج الفكر : هذا الحصن يسمّى قصر الشمع.

ذكر من دخل مصر من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

قال أبو عمر محمد بن يوسف الكنديّ في كتاب فضائل مصر : دخل مصر من الأنبياء إدريس وهو هرمس ، وإبراهيم الخليل ، وإسماعيل ، ويعقوب ، ويوسف ، واثنا عشر نبيّا من ولد يعقوب ـ وهم الأسباط ـ ولوط ، وموسى وهارون ، ويوشع بن نون ، ودانيال ، وأرميا ، وعيسى بن مريم ؛ عليهم الصلاة والسلام.

قلت : أمّا إبراهيم فقال ابن عبد الحكم : كان سبب دخوله مصر كما حدّثنا به أسد بن موسى وغيره ، أنّه لمّا أمر بالخروج عن أرض قومه والهجرة إلى الشام ، خرج ومعه


[١] لعلّ الصواب : بابليون.

[٢] في مروج الذهب ١ / ٤٠٥ : ينزل الإسكندرية في بعض الفصول ، وفي بعضها ينزل مدينة منف ، وفي بعضها قصر الشمع في وسط مدينة الفسطاط.

اسم الکتاب : حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة المؤلف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي    الجزء : 1  صفحة : 48
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست