responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة المؤلف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي    الجزء : 1  صفحة : 49

لوط وسارة ؛ حتّى أتوا حرّان [١] ، فنزلها ، فأصاب أهل حرّان جوع ، فارتحل بسارة يريد مصر ، فلمّا دخلها ذكر جمالها لملكها ، ووصف له أمرها ، فأمر بها ، فأدخلت عليه ، وسأل إبراهيم : ما هذه المرأة منك؟ فقال : أختي ؛ فهمّ الملك بها ، فأيبس الله يديه [٢] ورجليه ، فقال لإبراهيم [٣] : هذا عملك ، فادع الله لي ؛ فو الله لا أسوؤك فيها. فدعا الله فأطلق يديه ورجليه ، وأعطاهما غنما وبقرا. وقال : ما ينبغي لهذه أن تخدم نفسها ، فوهب لها هاجر.

وأمّا إسماعيل فرأيت عدّة أيضا من الكتب المؤلّفة في مصر ، ولم أقف في شيء من الأحاديث والآثار على ما يشهد لذلك ، وأنا أستبعد صحّته ، فإنّه منذ أقدمه أبوه إلى مكّة وهو رضيع مع أمّه ، لم ينقل أنّه خرج منها ، ولم يدخل أبوه مصر إلّا قبل أن يملك أمّه.

وأمّا يعقوب ويوسف وإخوته فدخولهم مصر منصوص عليه في القرآن.

وكذا موسى وهارون وقد ولدا بها.

وأمّا لوط فيمكن [٤] دخوله مع إبراهيم ؛ ولكن لم أر التّصريح به في حديث ولا أثر.

وأمّا يوشع فهو ابن نون بن إفراييم بن يوسف. ولد بمصر ، وخرج مع موسى إلى البحر لمّا سار ببني إسرائيل. ورد في أثر عن ابن عباس.

وأمّا أرميا فتقدّم دخوله في قصة بخت نصّر.

وأمّا عيسى فتقدّم في قوله تعالى : (وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ) [المؤمنون : ٥٠] إنّها مصر على قول جماعة ، ورأيت في بعض الكتب أنّ عيسى ولد بمصر بقرية أهناس [٥] ، وبها النخلة التي في قوله تعالى : (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ) [مريم : ٢٥] ، وأنه نشأ بمصر ، ثمّ سار على سفح المقطّم ماشيا ، وهذا كلّه غريب لا صحّة له ، بل الآثار دلّت على أنه ولد ببيت المقدس ، ونشأ به ، ثمّ دخل [٦] مصر.


[١] في معجم البلدان : حرّان وهي قصبة ديار مضر ، بينها وبين الرها يوم ، وبين الرقّة يومان.

[٢] في سفر التكوين أصحاح ١٢ : فضرب الربّ فرعون وبيته ضربات عظيمة.

[٣] وكان يسمّى إبراهيم وقتها أبرام. انظر المرجع السابق.

[٤] في سفر التكوين أصحاح ١٣ : فصعد أبرام من مصر هو وامرأته وكل ما كان له ولوط معه.

[٥] في معجم البلدان : أهناس وهي على غربيّ النيل ليست ببعيدة عن الفسطاط.

[٦] في إنجيل متّى أصحاح ٢ : ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا : قم وخذ الصبيّ وأمّه واهرب إلى مصر ... فقام وأخذ الصبي وأمه ليلا وانصرف إلى مصر.

اسم الکتاب : حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة المؤلف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي    الجزء : 1  صفحة : 49
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست