حدّثنا عبد الملك ، حدّثنا ابن لهيعة ، عن أبي قنان به ، وزاد : إن شئت قتلت ، وإن شئت خمّست ، وإن شئت بعت.
وأخرج عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنّ عمرو بن العاص فتح مصر بغير عهد ولا عقد ، وأنّ عمر بن الخطاب حبس درّها وصرّها أن يخرج منه شيء ، نظرا للإسلام وأهله.
وأخرج عن زيد بن أسلم ، قال : كان تابوت لعمر بن الخطاب فيه كلّ عهد كان بينه وبين أحد ممّن عاهده ، فلم يوجد فيه لأهل مصر عهد.
وأخرج عن الصّلت بن أبي عاصم ، أنّه قرأ كتاب عمر بن عبد العزيز إلى حيّان بن شريح : إنّ مصر فتحت عنوة بغير عهد ولا عقد.
وأخرج نحو ذلك عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وعراك بن مالك وسالم بن عبد الله.
وأخرج ابن عبد الحكم ، ومحمد بن الربيع [١] الجيزيّ في كتاب : من دخل مصر من الصحابة ، من طرق عن عبد الله بن المغيرة بن أبي بردة : سمعت سفيان بن وهب الخولانيّ يقول : لمّا فتحنا مصر بغير عهد ، قام الزّبير بن العوّام ، فقال : يا عمرو أقسمها ، فقال عمرو بن العاص : لا أقسمها ، فقال الزبير : والله لتقسمنّها كما قسم رسول الله 6 خيبر ، فقال عمرو : لم أكن لأحدث حدثا حتّى أكتب بذلك إلى أمير المؤمنين. فكتب إليه عمر بن الخطاب : أقرّها حتّى تغزو منها حبل الحبلة [٢].
قال محمد بن الربيع : لم يرو أهل مصر عن الزبير بن العوام غير هذا الحديث الواحد.
ومن قال إنّ بعضها صلح وبعضها عنوة :
قال ابن عبد الحكم : حدّثنا يحيى بن خالد ، عن رشدين بن سعد ، عن عقيل بن خالد ، عن ابن شهاب ، قال : كان فتح مصر بعضها بعهد وذمّة ، وبعضها عنوة ، فجعلها عمر بن الخطاب جميعا ذمّة ، وحملهم على ذلك ؛ فمضى ذلك فيهم إلى اليوم.
[١] هو أبو عبد الله محمد بن الربيع بن سليمان بن داود الجيزي ، روى عن أبيه وعن الربيع المرادي ، وكان مقدّما في شهود مصر. [معجم البلدان ـ الجيزة ـ].