responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 697

يهادنون في بعض مبادئهم تحاشيا من أن يخسروا كامل المعركة فقد مر بنا تعصب لما افترض لنفسه فى حلفه مع البريطانيين .. والبريطانيون قوم ضرستهم الايام وعلمتهم كيف يحنون رؤوسهم للعاصفة حتى اذا مرت نصبوا قاماتهم واقفين وحققوا نواياهم غير مبالين.

كان الحسين يعلم مبلغ الفرق بين قوتهم وضعفه ولكن مضاءه أبى عليه الا ان يثبت لما أعتقد رغم مماطلتهم.

وعقد مؤتمر الصلح على أثر الهدنة وتسليم العثمانيين فدعى الحسين ليندب من يمثله فاختار ابنه فيصل وألزمه أن لا يهادن.

ولما فشل في اثبات حقه في المؤتمر كما فشل قبل المؤتمر ظل على مضائه يكيل لهم من شنيع القول ما وسع الشقة وزاد في الهوة.

واقتضت مطامع الانكليز الاستعمارية أن يفصلوا العقبة عن الحجاز بدعوى انهم يضمونها الى ابنه في شرقي الاردن فلم ينطل عليه الامر وشرع يكيل لهم الاحتجاجات العنيفة في الفاظ قاسية. ولو كان لعنف الاحتجاجات وقسوة الالفاظ قوة المدافع والاساطيل لاستطاع أن يصل الى حقوقه كاملة اما والامر غير ذلك فان عناده في الخصومة لم يستفد منه غير تعقيد الامور واتساع الخرق.

وقد اتسع الخرق حتى بات البريطانيون يحسبون حسابه كلما ارتفع صوت بين أحزاب العرب فرأوا أن يتخلوا عنه ويتركوه لخصمه ابن السعود يحل مشاكله معه بنفسه [١] وبذلك عجز عن المقاومة واضطر الى ترك البلاد. ولم تهن سورته حتى بعد ان ترك البلاد فقد ظل يوالي احتجاجاته في قسوة ويشهر


[١] راجع جزيرة العرب فى القرن العشرين للشيخ حافظ وهبه ١٩٥

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 697
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست