responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 679

لقد كتبوا اليه أكثر من مرة فلم يجرأ على مجاراتهم ولكنه عندما شعر بدقة الموقف وجد نفسه يكتب اليهم ويعرض مطالبه الواسعة في تفصيلات طويلة وقد ظلت المكاتبات جارية بينهما نحو عشرة اشهر بدأت في ٢٨ رمضان عام ٣٣ وانتهت في جمادي الاولى عام ٣٤ وجاء في آخر خطاب ألقاه «ان حكومة جلالة ملك بريطانيا وافقت على جميع مطالبكم [١]» وهي موافقة اذا روعي فيها روح الفكرة المبثوثة بمعانيها الدقيقة أو شبه الدقيقة.

ويبدو هذا واضحا اذا علمنا ان الفرقاء المعنيين لم تسلمهم المكاتبات في نهايتها الى توقيع وثيقة او معاهدة وان اسلوب الجانب البريطاني في خطاباته كان يتسم بطابع الغموض ويتسع لمكثير من الوان التحفظات ولا غرابة اذا رأى القانونيون عدم صلاحية جميع ما جاء في الخطابات للعرض امام أي محكمة على وجه الأرض [٢].

ومع هذا فقد كانت محاولات استطاع الفريقان ان ينفذا منهما الى اغراضهما فقد استخدمها البريطانيون لحملة دعائية صادرة من مكة ضد نداءات الاتراك باسم الاسلام ودعوة صارخة هزت احاسيس العرب الهواشم من ذؤابة قريش.

كما استطاع الحسين ان يتحصن بها ضد الاتراك الذين كانوا يتحسسون عصيانه ويستاؤون من تدخله في اعمال جمال في سوريا ودس أنفه في كثير من تصرفاته السياسية ومماطلته في تجنيد من طلبوا اليه تجنيدهم من الحجاز بسد بعض الثغرات وبالجملة فلا مفر له من استعجال الامر بعد ان تبين له انهم باتوا يرتابون في اخلاصه لهم ويعدون العدة للتخلص منه.


[١] راجع نصوص الخطابات في ذيل الكتاب .. وهي منقولة من كتاب الثورة العربية الكبرى لامين سعيد ص ١٤٢ ج ١

[٢] الملوك الهاشميون لجيمس موريس ٤٠

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 679
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست