responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 678

كما انهم مرتبطون في الوقت نفسه لوزير خارجية بريطانيا بلفور بوعد يبيح لليهود ان يتخذوا من فلسطين وطنا قوميا لهم [١].

كانوا يعلمون هذا وفي ذلك أوضح برهان على ما بيتوه من غدر للحسين وحده ولكن لسائر الاماني في سائر بلاد العرب.

لقد بدا لهم ونار الحرب تستعر انهم لا يستطيعون الاستغناء عن الحسين كحليف فشخصيته الروحية وبلاده المقدسة ومركزه بين العائلات العربية خير معوان لهم على دحض الدعاية العثمانية التي باتت تستفز المسلمين باسم الجهاد المقدس [٢].

اذن فما يمنعها لتكسب الفرصة ان تراوغ وان تبيت الغدر وان تترك اسلوبها يتسع لشتى المفاهيم والاحتمالات والحسين. الحسين نفسه لم يكن يومها في مركز يبيح له الرفض البات فقد انكشف أكثر أمره للعثمانيين ورأى نفسه رغم عناده وشدة حيطته مسوقا الى نسيان الحيطة .. واذا كان اكثر المعلقين يرون الحسيسن مغشوشا بثقته في البريطانيين الثقة التي اضلته عن أخذ الحذر الكافي فاني لا أرى رأيهم فالحسين في رأيي وان بدا لي اول علاقته بالبريطانيين شديد البأس فانه ما لبث ان شعرانه في اشد الحاجة الى ترك بعض الامور او اهمها الى تسويات المستقبل وان رغبته في الوصول الى اتفاق دفعته الى ان يستعجل اكثر الامور قبل ان يقع في فخ العثمانيين الذين كشفوه.


[١] نشرت جريدة المقطم المهرية وعد بلفور في عددها الصادر في ٩ نوفمبر عام ١٧ أي بعد اتفاقهم مع الحسين بأكثر من سنة ونصف وقد جاء فيه : ان بريطانيا تنظر بعين الرضا الى انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين وتفرغ خير مساعيها لذلك وبلفور صاحب هذا الوعد كان يشغل يومها منصب وزير خارجية بريطانيا.

[٢] الملوك الهاشميون لجيمس موريس ٣٧

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 678
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست