responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 680

الاعداد للثورة في مكة : وما كاد الحسين ينتهي من مباحثاته مع الجانب البريطاني في جمادي الاول عام ٣٤ ه‌ (مارس عام ١٦) بالصورة التي أسلفناها حتى كان نشاطه قد تضاعف في مكة. كانت اجتماعاته تغص بكبار الاهلين وأعيانهم ومشائخ الحارات والبارزين من رجال القبائل ـ «اننا يا اولادي ليس لنا مطمع الا ان نحافظ على ديننا وعروبتنا .. اننا آخر من يعصي أمر الخليفة بشرط أن لا ينال الاتحاديون من ديننا».

ويفيض الحسين في اعمال الاتحاديين التي احدثوها في الاسلام ويصورهم تصويرا دقيقا يثير النقد حتى استطاع بلباقة ان يصرف اذهانهم عن الهالة التي كانت تتألق على جبين خليفتهم وكانت مثل هذه المجالس لا تخفى على (غالب) والي الأتراك في مكة ولكن الغالب وقد رأى خزلان الولاة قبله كان أضعف من أن يتعرض بشيء حاسم.

وتلقى الحسين في هذه الأثناء أمر الاتحاديين بأن يعجل في تجهيز المتطوعيين من الحجاز وارسالهم للاشتراك في حملة القناة فاستطاع ان يستفيد من ذلك لنخليص فيصل الذي استبقاه جمال السفاح في دمشق ليأمن غائلة الشائعات حول الحسين.

استطاع الحسين ان يستفيد من ذلك فقد كلف بعض المتطوعين ان يبرقوا الى جمال بانهم تواقون الى القتال وانهم يرجون ان يكون فيصل على رأسهم فخلصت الحيلة الى جمال وأذن لفيصل ان يعجل في سفره ليزحف بالمتطوعين في الحجاز.

وانتهى فيصل الى المدينة في رجب عام ٣٤ ه‌ فاجتمع باخيه (علي) فيها وكان قائد الجيش التركي فخري باشا يساوره فيهما نفس الريب الذي يساور جمال في الشام ولكن الحيلة جازت عليه كما جازت على جمال فقد استأذناه ليسرعا

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 680
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست