responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 677

اسلفنا كما ان جمعيات عربية سرية في مصر وأوربا أرسلت تؤيده كما ان بعض مندوبي المفاوض البريطاني بدأوا يتوافدون على مكة في ثياب حجاج ليؤكدوا للحسين استعداد الحكومة البريطانية لمساعدة العرب كرد على خرق الاتراك تقاليد الصداقة العثمانية الانكليزية [١].

وكانت اوامر العثمانيين قد صدرت الى الحسين بتجنيد القبائل الحجازية للمساعدة فأظهر الموافقة وكتب في الوقت نفسه الى المندوب السامي في مصربالشروط التي وضعها للتحالف مع بريطانيا وكانت في الحق شروطا رحبة واسعة شملت استقلال العرب في جميع ما يعرف الان بسوريا والاردن وفلسطين والعراق وجميع الجزيرة العربية باستثناء عدن التي كان البريطانيون يهيمنون عليها وهو يعني بالاستقلال طبعا الحرية تحت ظل السيادة الهاشمية.

لقد كان الانكليز يعلمون انه ليس من حقهم أن يوافقوا على طلبات الحسين وهم مرتبطون بعدة التزأمات فهم مرتبطون في جزيرة العرب بممالك ومقاطعات كانوا يعترفون باستقلالها وهم الى جانب ذلك مرتبطون بحليفتهم فرنسا وقد شرعت المفاوضات بينهما تنظر الى سوريا والعراق وفلسطين كتركة يجب ان يتوزعوها بينهم اذا نجحت الحرب [٢].


[١] راجع الثورة العربية الكبرى لامين سعيد ١٢٧ وما بعدها ج ١

[٢] هي مفاوضات سايكس مندوب بريطانيا للشرق الادنى وبيكو قنصل فرنسا في بيروت وقد اجتمعا في القاهرة للمفاوضة وتم الاتفاق بينهما في مايو عام ١٩١٦ الموافق رجب عام ٣٤ أي بعد وعدهم الذى بذلوه للحسين بالموافقة على جميع مطالبه بعدة اسابيع وقد نص اتفاقهما على قبول رئاسة عربية في داخلية سورية وداخلية العراق على ان يكون لفرنسا حق الاشراف وتقديم المستشارين في الاولى ولبريطانيا في الثانية مثلها اما سواحل سوريا فللفرنسيين ان يديروها كما يشاؤون وللبريطانيين مثل ذلك في سواحل العراق وان تنشأ في فلسطين ادارة دولية وقد وضعت لذلك خرائط خاصة لونوها بالاحمر والازرق لتحديد الاقسام.

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 677
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست