responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 624

وعمد الى قطعة امام القصر مكتظة بالبيوت فحكم على اصحابها باخلائها ونقدهم ثمنها ثم امر بهدمها ليجعل منها حديقة يمتع المجذوب بصره فيها ويبالغ بعضهم فيقول ان عونا أراد ان يتوسع في الهدم حتى ينتهي الى الغزة ليجعل المسافة بين قصر الامارة وقصر المجذوب خالية لا يعترضها عند النظرة فيها شيء بين القصرين وهي مسافة لا تقل عن ٣٠٠ مترا.

ويقول بعضهم : ان فكرة الهدم لاجل الحديقة او غيرها لا أساس لصحتها وان امتلاك تلك البيوت وهدمها كان الغرض منه تشييد نزل للحجاج متسع الاطراف تنفيذا لرغبة الخليفة عبد الحميد الذي أوصى بتشييد ذلك وبعث بالاموال اللازمة فتم الاخلاء والهدم. والواقع أن القطعة المذكورة من الأرض ظلت خيالية طوالي أيام الشريف عون ثم أجرها ورثته بعده لبعض الناس الذين اتخذوا منها دكاكين وبيوتا من الصفيح وقد ظلت كذلك الى عهد الحكومة السعودية الحاضرة حيث الزمت الورثة من آل عون بتخطيطها وبناء دكاكين وشوارع فيها ، وقد دخل اليوم بعضها في مشروع توسعة المسجد.

ويميل بعضهم الى الاعتقاد بأن الشريف عونا كان يعتقد الولاية والصلاح في «علي بو» وأنه كان قد تنبأ مرة بنبوءة عند عون فاعتقده ، وكنت أعرف «علي بو» بعد عهد عون وقد عاد الى الشوارع يذرعها كسابق عهده بها ولكنه لم يكن عاريا بل كان اهله يكسونه ما يكتسي به الناس عادة وحادثته مرارا فلم اجد في احواله ما يلفت النظر ، فقد كان جنونه عاديا وكان يميل الى الانفراد وقلة الحديث وكان لا يرى الا مطرقا في هدوء وقد تبادره الى الحديث فلا يجيبك الا بعد الحاح بلازمة اعتادها على الدوام في كلمة واحدة : «هى مقضية .. مقضية ... مقضية ان شاء الله»

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 624
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست