responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 483

وضعوا نجاسة في الكعبة المعظمة وثاروا لذلك وثار بثورتهم العسكر وقصد الثائرون القاضي فهرب خوفا من فتنتهم ، ثم قصدوا الى بيت المفتي فاخرجوه من بيته كما اخرجوا غيره من العلماء ذوي الهيئات واجتمعوا عند وزير الامارة وطلبوا اليه اقامة الدعوى دون ان يعينوا خصما معلوما ثم استطاعوا بتألبهم ان ينتزعوا امرا من الوزير بابعاد الشيعة من مكة وخرجوا الى السوق ينادون بطردهم ونهب بيوتهم وذهبوا في اليوم الثاني الى بيت القاضي وطلبوا منه ان يتوسط لدى أمير مكة في التصديق على اوامر الوزير التي بأيديهم ابعاد الشيعة فامتنع الامير ثم ما لبث أن اضطر الى مجاراتهم خوف الفتنة العامة.

وهكذا خف بعض الشيعة الى الطائف وبعضهم الى جدة ومكثوا مدة على ذلك حتى هدأت الفتنة واستطاع امير مكة ان يقبض على دعاتها ثم ارسل الى الهاربين فعادوا الى مكة [١].

وينقل الدحلان عن تاريخ الرضي ان ما حدث كان نتيجة لتعصب بعض أراذل الناس والاتراك وان اهل مكة الحقيقيين لم يكونوا راضين عن ذلك واني لا أميل الى اتهام أشخاص معينين بقدر ما اميل الى نعى الجهل المتأصل في عامة المسلمين من جميع الاجناس والمذاهب وقد كان ولا يزال سببا قويا من أسباب تفرقة المسلمين وتشتيت كلمتهم.

وظل محمد بن عبد الله على امره نحو سنة كان يشرف فيها على اعماله عمه مسعود لأن محمدا كان كما يبدو شابا لم يتركز بعد ولم تصقله التجارب فقد كان سنه لا يزيد عن العشرين [٢].


[١] خلاصة الكلام للسيد احمد زيني دحلان ١٨٤

[٢] تذييل الشيخ عبد الستار الصديقي ٣٠٩

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 483
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست