responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 303

يديه الفرصة التي كان المماليك يبحثون عنها ، لهذا تقدم الركب فهاجم مكة بعسكره ، وساعده أبو الغيث وعطيفة على رأس انصارهما ، واستطاعا أن يملكا مكة ويتقلدا امارتها .. وأسر عسكر المماليك حميضة ورميثة وسيروهما الى مصر في صحبة الركب ، فظلا في القاهرة الى سنة ٧٠٣ [١].

وفي هذه السنة نجد أن المأسورين رميثة وحميضة استطاعا أن يقنعا الملك الناصر سلطان المماليك في مصر باستئناف العودة إلى حكم مكة ، وتعهدا له بالدعاء والطاعة ، وقد رضي الملك بذلك ، والمعتقد أنه اعانهما بقوة عظيمة بقيادة نائب السلطنة في مصر «سيف الدين سلار» لأننا نجد الفاسي [٢] يذكر في حوادث ٧٠٣ نقلا عن البرزالي أن نائب السلطنة المذكور حج في هذا العام على رأس قوة عظيمة يصحبه خمسة وعشرون أميرا. وقد ذكر ابن ظهيرة عودة المأسورين رميثة وحميضة في هذا العام نفسه إلى الحكم ، فنستطيع أن نستنتج من خلال الروايتين أن نائب السلطة في قوته العظيمة اصطحب رميثة وحميضة من مصر ليساعدهما ضد أبي الغيث وعطيفة ويعيدهما إلى مكانهما في الحكم.

وقد هاجمت القوة مكة هجوما عنيفا لاقى فيه أهل مكة والحجاج كثيرا من الشدة واشتبك القتال في عدة مواضع من مكة ، ولم يدم ذلك طويلا ، لأن قوة أبي الغيث وشريكه كانت أضعف من أن تصمد أمام قوة المماليك المهاجمة ، فلم يلبث أبو الغيث وشريكه أن أجليا عن مكة وتولى حكمها أخواهما رميثة وحميضة ، ثم قبض على أبي الغيث وشريكه وأرسلا الى مصر [٣].

واصطحب قائد حملة المماليك في هذا العام معه الى مكة عشرة آلاف أردب


[١][٣] شفاء الغرام للفاسي ٢ / ٢٤٢

[٢] اتحاف الورى لابن فهد القرشي «مخطوط»

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 303
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست