responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 304

قمح لتوزيعها على فقراء مكة والمجاورين ، وقد وزعها على أثر انتصاراته ، كما وزع الأمراء الذين صحبوه من المماليك والأتراك أموالا طائلة على المجاورين في مكة والأشراف ، وقد فعلوا مثل هذا في المدينة ، وبهذا استتب الأمر من جديد لرميثة وأخيه حميضة ، ودانت القبائل لهم في مكة وأمنت الطرق وألغيت بعض المكوس ، وبدأت مكة تستقبل عهدا فيه شيء من الطمأنينة ، كما بدأ نفوذ المماليك ينشر ظلمه فيها.

وساعد الأمن على اقبال الحجاج ، فقد توافد الى الحج في السنوات التالية عام ٧٠٤ و ٧٠٥ من حجاج مصر والمغرب وبلاد العراق والعجم عدد لا يحصى [١].

ثم ما لبث أن تغير الأمر وشرع رميثة وحميضة يحدثان بعض المكوس على الحجاج ، فظل العمل جاريا بذلك سنوات حتى قيل أن كثيرا من الحجاج انتقد هذه المكوس ، وأن المماليك في مصر رأوا إلغاءها ، ولكن رميثة وشريكه أبيا إلا أن يظل العمل بها لاستخدامها في مرافق الحكومة واقامة الأمن وتحصين السبل ، أو أنهما شعرا بأن موافقتهما على ابطال المكوس فيه رضاء بتدخل مماليك الأتراك في شؤونهم الداخلية أكثر مما يجب.

ويبدو أن أحداث المكوس بحجة تأمين السبل كان له رد فهل خاص ، فإن الحجاج الذين يدفعون الضريبة لقاء تأمينهم يسيئهم أن يضطرب حبله بأبسط الحوادث ، وقد وقعت بعض حوادث في موسم عام ٧٠٥ كان لها ما بعدها ، فقد اشتبك جماعة من المكيين مع فريق من البدو في «هوشه» بسوق منى ، والظاهر أن بعض المفسدين يحلو لهم استغلال الفتن ليستفيدوا من النهب ، وقد


[١] شفاء الغرام للفاسي ٢ / ٢٤٣

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 304
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست